بعد التغريدة «الرئاسية» اللافتة للانتباه في توقيتها ومضامينها السياسية التي أطلقها أمس وشدد فيها على أنّ «أوان الخروج من الجدل البيزنطي حول الرئيس» قد حان داعياً إلى «انتخاب أي يكن دون قيد أو شرط»، وضع رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط تغريدته في إطار تشجيعه المستمر على التسوية الرئاسية لإنقاذ البلد من تداعيات الفراغ، وقال لـ«المستقبل»: «لطالما شجعت على التسوية طيلة العامين الماضيين»، مضيفاً: «المؤشرات الاقتصادية غير مشجعة «ما فينا نكمّل هيك» وأي ثمن للتسوية يبقى أقل بكثير من كلفة استمرار الفراغ»، وأردف مستطرداً: «فليتذكّروا مقولة لينين «خطوة إلى الأمام خطوتان إلى الوراء».

وكان جنبلاط أكد عبر حسابه على موقع «تويتر» (ص 2) أنه «لم يعد هناك من قيمة فعلية لسلسلة التنظيرات السياسية القائمة إذا لم ننتبه إلى الوضع المالي والاقتصادي»، وقال: «كفانا جدلاً بيزنطياً من هنا وهناك حول كيفية انتخاب الرئيس، وكفانا سلالاً فارغة وأوهاماً بأنّ لبنان في جدول أولويات الدول (...) التسوية السياسية في انتخاب رئيس أهم من فوائد قصيرة المدى في إغراءات آنية قد تكون مضرّة على المدى الطويل»، مضيفاً: «حافظوا على الاستقرار بالخروج من هذا الفراغ ومن اعتراض واعتراض مضاد».

في الغضون، وبينما وضعت أوساط سياسية تغريدة جنبلاط في خانة التلميح الواضح إلى استعداده للمضي قدماً في التسوية الرئاسية حتى ولو أسفرت عن انتخاب رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، تتجه الأنظار غداً إلى مضامين الكلمة المرتقبة التي سيلقيها عون خلال تظاهرة «التيار الوطني الحر» على الطريق المؤدي إلى القصر الجمهوري لمناسبة ذكرى 13 تشرين الأول.

وعشية التظاهرة برز إعلان التيار العوني تفاؤله بقرب انتخاب الرئيس كما عبّر الوزير الياس بو صعب من بكفيا إثر لقائه على رأس وفد من التيار رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل. إذ قال بو صعب: «لا يخفى على أحد أنّ موضوع الرئاسة بات قريباً ولكن لم يُحسم بعد، فالعوائق التي كانت موجودة تمت إزالتها ونحن مع التفاهم مع كل الفرقاء»، في حين دعا الجميل جميع الكتل النيابية إلى المشاركة في جلسة انتخاب الرئيس في 31 الشهر الحالي «وليُنتخب من يحصل على 51% من الأصوات»، وأضاف: «نحن سنلتزم بالنتيجة بغض النظر عما إذا كنا قد توصلنا إلى تفاهم أو لا وسنساعده (الرئيس المنتخب) لمصلحة البلد». ورداً على سؤال حول التصويت الكتائبي في الجلسة أجاب: «قد ننتخب بورقة بيضاء أو نرشح شخصاً ثالثاً أو قد نصل إلى تفاهم».

تفكيك خلية إرهابية

أمنياً، سجلت الأجهزة الرسمية إنجازاً جديداً في سجل عمليات الأمن الاستباقي من خلال تفكيك الأمن العام خليةً إرهابية جديدة وضبط مستودع أسلحة وذخائر حربية وتفجيرية بالإضافة إلى طائرة تعمل على الريموت كونترول مجهزة بكاميرا متطورة وقابلة لتحميلها بمتفجرة صغيرة. وفي تفاصيل العملية التي أعلنت عنها مديرية الأمن العام في بيان أمس (ص 6) أنها أفضت إلى توقيف لبناني و6 سوريين لنشاطهم في الداخل اللبناني لمصلحة التنظيمات والمجموعات الإرهابية، وبنتيجة التحقيقات مع أفراد الخلية تم دهم منزل اللبناني الموقوف وضبط حمولة نصف شاحنة من الأسلحة والذخائر الحربية والرمانات اليدوية والصواعق المتفجرة، بالإضافة إلى مصادرة جسم طائر وسيارة مجهزة بمخبأ سري تُستخدم لنقل الأسلحة وتهريبها.