تنطلق جولة جديدة من المباحثات حول الأزمة السورية في لوزان السويسرية غداً، بأجندة مطابقة لاتفاق جنيف الأخير، ومن أبرز نقاطها ضرورة فصل "المعارضة المعتدلة عن جبهة النصرة"، في ظل الإصرار على عدم التراجع عن العمليات العسكرية في الأحياء الشرقية لحلب إلا في حال التوصل الى اتفاق بإخراج رافضي الهدنة من المدينة.


مشاركون ومتغيبون

ويشارك في الاجتماع المرتقب وزراء خارجية كلّ من روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا، إلى جانب المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، في وقت تغيب ايران عن الاجتماع، بحسب ما افاد مسؤول حكومي ايراني لوكالة "تسنيم"، مؤكداً أن طهران لن تشارك في هذا الاجتماع تحت أي شكل من أشكال التمثيل، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل حول الأسباب.

هذا الرفض الايراني للمشاركة، كان مدار بحث هاتفي بين وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف ونظيره الروسي لافلاروف الذي هاتفه مرتين في أقّل من 48 ساعة، للبحث في امكانية حضور الطرف الايراني لهذه المحادثات، التي يعوّل عليها الاطراف المعنيون لفتح كوّة في جدار التأزم الدولي حول الازمة السورية من دون أن تعلّق عليه آمالٌ كبرى.

مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني اتصلت ايضاً هاتفيا بظريف، وبحثت معه في آخر التطورات في المنطقة لاسيما في سوريا.

وبحسب وكالة "تسنيم" فقد شرح ظريف لنظيريه، المواقف المبدئية لايران في "المواجهة الشاملة للارهاب"، مؤكدا ضرورة وقف اطلاق النار بشكل فوري ودائم وايجاد حل سياسي شامل للازمة السورية.

الى ذلك، أعلنت مصادر ديبلوماسية مصرية، أن القاهرة لن تشارك في اجتماع لوزان.

على طاولة اجتماع لوزان

وستركزّ المباحثات في لوزان حول حلب بشكل رئيسي، مع حرص الدول الغربية على تبنّي تهدئة تحدّ من تغيّر خريطة السيطرة في المدينة، فإن من المرجّح أن تصرّ موسكو على رؤيتها حول التسوية في المدينة، والتي تتضمن إخراج عناصر "النصرة" وغيرها من الفصائل التي ترفض الالتزام بهدنة مفترضة، ليعاد إلى بحث دخول قوافل المساعدات عبر طريق الكاستيلو نحو الأحياء الشرقية، بعد الاتفاق على آلية لضمان أمن تلك القوافل.

كما سيتم التأكيد على ضرورة الالتزام بـ"بنود الاتفاقية الروسية ــ الأميركية"، والفصل بين الجماعات المعارضة وجبهة "فتح الشام" كخطوة أساسية لمعالجة الوضع الإنساني في حلب.

ولكن ما بات معلوماً حتى الآن، أن الاجتماع المقرر في لوزان لن يخرج بخرق غير متوقع بشأن التهدئة في الميدان، لا سيما مع استمرار التوتر والتصعيد بين واشنطن وموسكو، في وقت يستبق الرئيس الاميركي -الذي شارف على اختتام ولايته- الاجتماعات الدولية حول سوريا، بالتلويح ببحث خيارات تدخل عسكري مباشر في سوريا خلال اجتماعه اليوم مع رؤساء وكالات الأمن الوطنية في واشنطن، يضاف الى ذلك الاصرار الروسي على ضرورة فصل "المعتدلين عن النصرة" قبل البحث بأي أمر آخر، والغياب الايراني عن الاجتماع، الذي سيؤدي دوراً في تقليص احتمال التوصل إلى تفاهم خصوصاً حول حلب.

ايجابية تسبق الاجتماع

وفي سياق متصل، يبدو لافتاً ما أشارت إليه صحيفة "ايدنلنك" التركية عن احتمال توجه ديبلوماسيين من وزارة الخارجية التركية إلى دمشق بصحبة وفد روسي، خصوصاً في ضوء تصريحات الرئيس السوري بشار الاسد عن النظر بإيجابية تجاه التقارب الروسي ــ التركي.

هذه الايجابية، يحاول الجانب الاميركي الاستفادة منها، بالاعلان عن عقد اجتماع حول الأزمة السورية فى لندن الأحد، ويشارك فيه عدد من وزراء الدول الغربية، لبحث الخيارات الممكنة للتعامل مع الوضع في سوريا.

(وكالات)