مثل اي لاعب في العالم وفي اي رياضة تبدأ الحكاية بمفهوم الهواية والتسلية قبل ان تتحول الى علاقة حب من خلال الممارسة المستمرة، ومن ثم عشق مع اول ميدالية وكأس وصولاً الى ارتباط حياة، تكون فيه اللعبة هي الأساس الذي يبنى حولها كل شيء، لتصبح هي الحياة نفسها ليعيشها بكل جوارحه، خصوصاً اذا ما ترافقت مع النجاح بحصد الألقاب والكؤوس، وهو ما عاشه كثير من اللاعبين في الماضي ويعيشه العديد منهم في الوقت الحالي، ومنهم بالتأكيد نجم النادي «الرياضي» وائل عرقجي.
لم تبدأ نجومية وائل عرقجي فجأة ، وبالتأكيد فان أي نجومية لا يمكن صناعتها اذا لم تقترن بالموهبة، والتي برهن عنها اللاعب منذ تسلمه «الكرة» البرتقالية في النادي «الرياضي»، وصقلها في «اكاديمية هارلم» التي كان قد أسسها النجم السابق نزيه بوجي، واول من اكتشف موهبته كان المدرب احمد الفران الذي ساهم انتقاله الى «الرياضي» بعودة وائل الى الفريق الاصفر، واللافت ان نجوميته ترافقت مع اشراف والديه مازن وزينة عرقجي مديرة «اكاديمية» النادي حالياً واللذين كانا يعملان لمصلحة «هارلم»، واليوم يعدّان لتقديم نجم جديد في المستقبل، يتمثل برمزي شقيق وائل الذي يلعب لناشئي «الرياضي».
لم يكن اختيار وائل كأفضل لاعبٍ ناشئٍ في الموسم 2013 / 2014 ونيلُه «جائزة الراحل روني ابو جودة» التي وضعته نجماً للمستقبل، لأن المدير الفني سلوبودان سوبوتيش هو من عزز ثقته به وبدأ بإشراكه مع الفريق الاول، لأن هذا الامر كان متوقعاً له خصوصاً ممن تابعوا نشأته وتطوره، بعد ان فرض نفسه كأحد نجوم المنتخب الوطني للفئات العمرية، حيث كان اللاعب الهداف وصانع الالعاب في الوقت نفسه.
«دراغيتش لبنان»
فرضت نجومية وائل نفسها في البطولة الآسيوية التي يخوضها «الرياضي» حالياً في الصين، وبعد ان تحدث عن «التايغر» فادي الخطيب ووصفه بأنه لا يزال يملك «الأنياب الحادة» كان موقع الاتحاد الدولي لكرة السلة على الانترنت وعبر صفحته المخصصة للبطولة الآسيوية يتحدث عن عرقجي بانه احد اللاعبين الذين ظهروا بقوة. ووصف موقع الاتحاد الدولي عرقجي بـ «دراغيتش السلة اللبنانية» في اشارة الى اللاعب السلوفيني المتألق غوران دراغيتش الذي يلعب مع «ميامي هيت» وسبق له اللعب مع «فينكس صنز» و «هيوستن روكتس» في الدوري الاميركي للمحترفين، ويلمح الموقع الى تشابه اسلوب الأداء بين اللبناني الواعد والنجم السلوفيني الكبير، لناحية اللعب كصانع ألعاب وكهداف في الوقت نفسه، بعد ان حقق ابن الـ 22 عاماً 20 نقطة في المباراة الاولى امام «الريان» القطري، ثم 19 امام «بويان» التايواني، إلى 21 نقطة مع 6 متابعات و6 تمريرات حاسمة امام «أو أن جي سي» الهندي وأخيراً 15 نقطة و7 متابعات امام «بتروشيمي الايراني».
واعتبر «الموقع الدولي» للعبة ان وائل عرقجي هو نجم كبير للمستقبل، ليس للنادي «الرياضي» وحسب، بل لكرة السلة اللبنانية ككل، وهو قادر على ان يسلك درب النجوم الكبار مثل علي محمود ومحمد ابراهيم وغيرهم ممن لعبوا في مركزه.
ربع نهائي آسيا
يواجه «الرياضي» بطل لبنان فريق «بارسي اتيرو» الكازخستاني اليوم (13.00) في الدور ربع النهائي لبطولة الأندية الآسيوية المقامة في الصين، وفي حال فوزه المنتظر سيواجه غداً في نصف النهائي الفائز من مباراة «الاهلي» الاماراتي و «بوليان» التايواني.
كما يلعب «بتروشيمي» الايراني في الدور ربع النهائي مع «الشرطة» العراقي والفائز منها يلتقي في نصف النهائي مع الفائز من مباراة «تشاينا كاشغار» الصيني و «الريان» القطري.