السلام عليكم وبعد:

انا من مستمعيك وممن يحبك، ولكن إسمح لي أن أقول بأنك خطابك ليلة 9 من محرم لم تكن موفَّقا يا سيد حينما خرجت عن تخصّصك السياسي والجهادي لتنال من الشعائر الحسينية بطريقة لا تناسب شخصيتك.

أولا       

نقلت أنّ خطيبا قال أن السيدة زينب بعد استشهاد أخيها الحسين رمت حجابها ونشرت شعرها وخمشت وجهها...

سيدنا كيف تعمّم سفاهة هذا الخطيب وكأنّها ظاهرة منتشرة في المنبر الحسيني. أنت يسمعك ملايين الناس في القنوات ممن معك وممن ضدك. ماذا سيفكرون في التشيع الذي أبرزت نفسك مدافعا عنه، وأسلوبك هذا أكبر إساءة له.

خطيب جاهل وخطيبان وثلاثة لم يحسنوا ترسيم مشهد الفاجعة الزينبية فلا يعني ذلك أن هذه ظاهرة واسعة بين الشيعة.

وهل المسلسلات السورية واللبنانية التي تبثها قناتك المنار وفيها متبرجات هي مثال للمرأة الزينبيات التي تتكلم عنها سيدنا؟!

ثانيا

قلت عن قصة الأسد وأنت لم تفهم ما هي حقيقتها. نحن في زمن سرعة المعلومات. كان يمكنك ان تضرب على زر واحد ليعطيك الكوكل حول هذه القصة. من قال لك أن الذين يظهرون هذا الشبيه يقصدون الإمام علي خرج في صورة أسد ليحرس جسد ولده الحسين؟!

القصة كما في كتاب اصول الكافي والبحار خلاصتها أن السيدة فضة استأذنت السيدة زينب لترويض أسد كان في تلك المنطقة كي يحرس الجسم الشريف قبل أن تتحرك قافلة السبايا إلى أن يتم دفن أجساد الشهداء. فأذنت لها وقامت بذلك. وكان يستعد جيش ابن سعد لدهس جسم الإمام بحوافر الخيول للمرة الثانية. فلما رأوا الأسد ابتعدوا. ولا تنسى يا سيد روايات كثيرة في بكاء الحيوانات والوحوش على مصيبة سيد الشهداء. ولماذا تستغرب وانت تابع للثقافة الإيرانية التي تؤمن بأن الإمام الرضا (ضامن آهو) أي الذي ضمن الغزال من الذبح. وقصته مع صورة الأسد التي انقلبت إلى حقيقة وأكلت الذي طلب منه معجزة في مجلس المأمون ووو.

طلبت رواية واحدة ولو ضعيفة ليقبل بها دليلا على قصة الأسد. يبدو انك تجهل وجود هذه الرواية في اصول الكافي ج 1 ص 466 باب مولد الامام الحسين.

الحسين بن محمد قال: حدثني أبو كريب وأبو سعيد الأشج قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن أبيه إدريس بن عبد الله الأودي قال: لما قتل الحسين عليه السلام أراد القوم أن يوطئوه الخيل، فقالت فضة لزينب: يا سيدتي إن سفينة كسر به في البحر فخرج إلى جزيرة فإذا هو بأسد، فقال: يا أبا الحارث أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وآله، فهمهم بين يديه حتى وقفه على الطريق والأسد رابض في ناحية، فدعيني أمضي إليه وأعلمه ما هم صانعون غدا، قال: فمضت إليه فقالت: يا أبا الحارث فرفع رأسه ثم قالت:أتدري ما يريدون أن يعملوا غدا بأبي عبد الله عليه السلام؟ يريدون أن يوطئوا الخيل ظهره، قال: فمشى حتى وضع يديه على جسد الحسين عليه السلام، فأقبلت (الخيل؟) فلما نظروا إليه قال لهم عمر بن سعد - لعنه الله -: فتنة لا تثيروها انصرفوا، فانصرفوا.

ثالثا

أما عن الذين يسمون انفسهم كلاب الحسين...

فيا سيدنا.. اذا نفر فعلوا هذا العمل كيف لك ان تعمّم الحالة في خطابك الذي كما قلت يسمعك مئات الالاف.

هل المراجع قالوا لهؤلاء اظهروا انفسكم هكذا.

بل هناك فتوى للمرجع الشيرازي يدين هذه التسميات ويستند فيها الى الاية (ولقد كرمنا بني آدم...) ويقول ان اهل البيت (ع) ما ارادوا لشيعتهم هذا الأسلوب.

ولكنك يا سيد تبعا للمخابرات الايرانية لا تقرأ ولا تسمع لهذا المرجع لتفهم رايه.

رابعا

يا سيد لماذا تخسر الذين احبوك لجهادك ضد اسرائيل وتتهمهم بالتشيع البريطاني وهم ليسوا كذلك بالتأكيد. وأنت تعلم. ولكنك صرت منساقًا للمخابرات الإيرانية التي تدفعك ضد المرجع الشيرازي وجماعته خصوصا وضد بقية المراجع المستقلين عن الهيمنة الايرانية عموما.

للأسف إنك دفنت ما تبقى من مصداقيتك بالدخول في معركة الشعائر وبالخصوص ضد التطبير.

لقد كانت مغالطتك مفضوحة حين ربطت بين التطبير والاستعداد للمشاركة في حربك بسوريا.

حديثك عن التطبير وغمزك ولمزك للمطبرين بالجبن عن سوح القتال مغالطة فيها من الإسفاف ما لا يتناسب مع من اعتُبر صادق الوعد!!

انت كلبناني تعلم جيدا قبل غيرك بقصة مقاومة النبطية للاحتلال الاسرائيلي التي بدأت بالتطبير وتعلم جيدا أن بعض فصائل الحشد الشعبي المبارك في العراق يطبرون وهم في الخطوط الأمامية للقتال وصورهم منتشرة.

وأما الحرب في سوريا فنقول لك إن الذين دافعوا عن مقام السيدة زينب حين اقترب منها الدواعش ووصلوا للحجيرة كان منهم من يعتقد بالتطبير ويمارسه وبعضهم من جماعة المرجع الشيرازي واستشهد. ولكن وسائل اعلامك واعلام دولة ايران لا تنشر الا لشهدائكم.

ثم هناك فرق واضح لا أعلم كيف غفلت عنه يا سيد. وهو أن من يطبر ويسيل شيئا من دمه في تفاعل وحماس واندكاك عاطفي مع مصيبة الحسين ليس بالضرورة أن يكون مستعدا لازهاق روحه في حرب لم يقتنع بها ولا بأهدافها ولا بأجندتها ولا بفرقائها من الطرفين!! وهل لا يكون التطبير مشروعا إلا إذا استجاب له المطبرون وشاركوك في رايك وقاتلوا معك في حلب؟!! وأين حلب من مقام السيدتين الجليلتين زينب ورقية في دمشق؟!! أو لم تعلم أن المرجع الأعلى للطائفة السيد السيستاني لم ير أي مسوغ للقتال ولنيل الشهادة إلا في محيط الدفاع عن المقامين الشريفين فقط؟!

بالأمس غلطت سيدنا على من يختلف معك من شيعة لبنان وأسميتهم بشيعة السفارة الأمريكية. وجئت اليوم تغلط على جمع كبير من المؤمنين يعتقدون بالتطبير ويمارسونه استنادا على فتوى مراجعهم الذين يفتونهم بجوازه واستحبابه!!

لماذا يا سيد حسن هكذا فعلت في نفسك وتاريخك؟!

ان هذه التهمة الرخيصة منك قد أذهبت ما بقي من احترامك وكشفت أنك لا تملك بل ولا تريد أن تملك أي مساحة من الاستقلال عن الممول والداعم الايراني ولو في مجال قضية فكرية فقهية عقائدية. وأسوأ ما في تهمتك للمطبرين بالجبن أنها شملت شيعة العراق الذين لبوا نداء المرجعية واندفعوا لسوح القتال مرخصين أنفسهم فهل هؤلاء جبناء أم يلزمهم لإثبات شجاعتهم أن يتركوا دفاعهم المقدس في العراق ويلتحقوا.