لا شيء يمنعك عن التعبير والإعجاب، عندما يأخذك المشهد الى مكان آخر من الإبداع فلا مجال للتشكيك... ولادة منتخب جديد خال من التعقيد.
ذكرتنا مباراة «اللبناني» الودية أمس باخرى في تصفيات مونديال 2014 امام «الكوري»، فكان لا بد من التنويه ونحن نتطلع دائما الى ان يأخذنا المنتخب «مشوار العمر» فيؤدي بالطريقة التي يستأهل ان ينال فيها علامة كاملة.
التعادل جيد امام «الغيني الاستوائي» وانت تلعب بعشرة لاعبين طيلة 35 دقيقة بمجهودات عالية وبعرض ممتع، قلب التوقعات، ما يستوجب ان نؤدي التحية للمدير الفني المنتينغري رادولوفيتش على هذا التغيير المفاجئ والممتع الذي أنعش روح المنتخب وأعطاه المزيد من الثقة.
وقد تكون الظروف التي لعب فيها «اللبناني» قد خدمته ولم تخذله، لأنها كشفت عن وجوه جديدة يمكن الاعتماد عليها في مباريات لاحقة، وعن خامات فنية عالية ووجوه كانت «مدفونة في الرمال».
غيابات مهمة وأساسية أرادها الجهاز الفني طالت مراكز حساسة وعالية، ومن هؤلاء لاعبو «العهد» هيثم فاعور ونور الجمل ومحمد حيدر وحسن شعيتو، الى علي حمام الذي اضطر أن يلتحق بفريقه الايراني، وكذلك جوان العمري، لكن الجميل في الأمر أن ذلك ترك امام رادولوفيتش مساحة شاسعة كي يختبر ويجرب ويكتشف المزيد من اللاعبين.
بعشرة لاعبين فقط تمكن «اللبناني» من قلب تأخره بهدف من ضربة جزاء صحيحة سجل منها «الغيني» الدولي المحترف خافيير بالبوا (61)، بهؤلاء العشرة ذكر المنتخب «الجمهور» عندما اتنرع فوزا من الايراني والكوري والكويتي وكأن الحكم أعطى عذرا لهؤلاء كي يتألقوا ويندفعوا ويجودوا ويطبقوا على منتخب قوي هو رابع أفريقيا ويهددوا مرماه ثم يتفننوا بإضاعة الأهداف.
في كل مرة كان حسن معتوق هو المنقذ، وحتى لو فعل هذه المرة فإن للمنتخب عذره، وقد لا ننسى تلك الجهود العامرة بالكفاح والعطاء امس، ومن لم يشاهد باسل جرادي فانه لم يشاهد لاعبا محترفا عالي الشكيمة، فالى جانب المعتوق خلق حالة من التكتيك والأداء العامر بالندية.
وقد تكون الدقائق الـ 54 التي خاضها المنتخب غير جديرة بالاشادة على الصعيد الفني، إذ لم تشهد هجمة منظمة واحدة امام مجموعة من اللاعبين الأفارقة العمالقة باستثناء تلك المجهودات الفردية التي دلت على محاولات مهمة قامت بها مجموعة لاعبين منهم باسل جرادي وربيع عطايا الذي تعرض للخشونة، وطحان ونصار نصار الذي يمكن اعتماده رسميا وكذلك عدنان حيدر.
بعد الهدف «الغيني» كان لا بد ان يتغير الحال، فمن جناح على اليسار اصبح معتوق صانع العاب ووسطا مهاجما، وبذلك حرك الجهتين خصوصا أن نزول ماهر صبرا الرائع دعم الدفاع بحيث اعلن مولد نجم للمنتخب، كما أن سيرج سعيد رغم برودته فإنه أجاد ويجب ان لا ننسى حركة حسن المحمد الالتفاتية.
نجح رادولوفيتش واستحق علامة تسعة على عشرة، وباتت لديه أسلحة جديدة سيعوض بها النقص في الهجوم، ويبدل في الخطط التي أشعرت الجميع امس بأنّ هناك منتخبا يجيد ويمتع ويلعب بتلك الروح التي نحن بحاجة اليها.
& مثل اللبناني: مهدي خليل (لحراسة المرمى)، محمد زين طحان، معتز الجنيدي، وليد إسماعيل، (طرد د54)، نصار نصار، عدنان حيدر، باسل جرادي، ربيع عطايا (ماهر صبرا)، أحمد جلول، حسن معتوق (محمود كجك د90)، هلال الحلوة (سيرج سعيد).
& قاد المباراة جميل رمضان بمعاونة حسن قانصوه ومحمد رمال.