فيما دخلت الحرب الإعلامية المصرية ضد السعودية منعطفاً جديداً بتصعيد الهجوم ليصل إلى شخص "الملك سلمان بن عبد العزيز" أكدت مصادر أن سفير الرياض طار عائداً إلى بلاده فيما أكدت الخارجية المصرية أن الإعلام المصري لا يعبر عن توجهات الدولة، وتحدثت مصادر عن احتمال سفر وفد مصري إلى السعودية بشكل عاجل.

وشهد الإعلام المصري هجوماً حاداً على السعودية وصل سقفه إلى اتهام ملك السعودي نفسه بدعم الإرهاب، كما شهدت الشبكات الاجتماعية مساجلات عدائية بين مواطنين من البلدين.

وقالت مصادر صحفية -رفضت الكشف عن اسمائها- إن ما شهدته بعض الصحف من تصعيد للهجة ضد السعودية وضد الملك سلمان بن عبد العزيز جاء بناء على توجيهات وردتها من جهات عليا، وهو الأمر الذي نفاه المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد الذي أكد أن وسائل الإعلام المصرية لا تعبر عن الموقف المصري للدولة.

ونفى أبو زيد في حديثه معنا وجود أزمة بين البلدين مؤكداً على أن "العلاقات بين البلدين تاريخية وعميقة ولا يمكن أن تتأثر بأي عارض، ولا بهجوم إعلامي من الطرفين".

ولكن مصادر خاصة في صحف مصرية -من بينها صحيفة الوطن المصرية الخاصة القريبة من النظام- أكدت أن الهجوم الذي نشر على صفحاتها جاء "بناء على تعليمات عليا وردت عبر جهات أمنية"، وقالت إن الحملة المصرية "ستتوقف إذا ما توقفت السعودية عن توجيه الاتهامات العلنية للسياسات المصرية".

وفيما انتشرت أخبار عن مغادرة السفير السعودي أحمد قطان إلى الرياض، قال المتحدث باسم الخارجية المصرية إنه على علم بهذه الخطوة، ولكنه لا يعلم أسباب السفر، مشدداً مجدداً على أنه "لا توجد أي قرائن على وجود أزمة بين البلدين، وأن تباين مواقف البلدين في مجلس الأمن لا يعني أن هناك أزمة".

وأشار إلى أن إيقاف إمداد مصر بكميات البترول المتفق عليها بين البلدين، هي أمر يتعلق بمشكلات لدى شركة أرامكو السعودية، وقد تم الإعلان عن مد مصر بتلك الحصة من شركات سعودية أخرى.

وكانت وسائل الإعلام المصرية شنت هجوماً لاذعاً بحق المملكة العربية السعودية، وشخص الملك سلمان بن عبد العزيز بعد توقف شركة أرامكو السعودية مطلع الشهر الجاري عن إرسال الحصة البترولية المتفق عليها إلى مصر، وتواكب ذلك مع خلاف بين البلدين في مجلس الأمن أثناء التصويت على القرارات بشأن سوريا وهو الأمر الذي انتقدته السعودية علناً.

وقال مصدر بإحدى الصحف الخاصة الكبرى بالقاهرة، إن الهجوم على المملكة جاء بتوجيه من جهات أمنية، وقال: "كانت هناك اتصالات صباح الثلاثاء ببعض رؤساء التحرير للتشاور على حملة انتقادات ضد المملكة، مع تخصيص الجانب الأكبر منها على شخص الملك سلمان، باعتباره غيّر سياسات المملكة في اتجاه سلبي".

وقال المصدر إن ذات التوجيهات وصلت إلى برامج توك شو، حيث تم تخصيص بعض فقراتها للحديث عن الأزمة مع السعودية.

وحسب محمد الباز رئيس التحرير التنفيذي لموقع البوابة نيوز فإن هناك "حالة من القصف المتبادل بين وسائل الإعلام في البلدين، وبمعرفة السلطات الحاكمة بهما، ولكن صانع القرار في البلدين لا يتعجل في التدخل".

وأضاف: "لدي معلومات مؤكدة بوجود تحركات تتم الآن على المستوى السياسي لاحتواء الأزمة، وسفر السفير السعودي اليوم يأتي في إطار تلك التحركات"، مؤكداً أن الطرفين لديهما قناعة بأن ما يحدث في وسائل الإعلام الآن يعكس الحالة النفسية للشعبين، والتي ساهمت في الوصول إليها القرارات السياسية الخاطئة التي اتخذتها القيادات السياسية.

وكانت جريدة الوطن المصرية نشرت صباح الأربعاء ملفاً ينتقد السياسات السعودية، وكان بين أبرز تقاريره ما نشرته تحت عنوان "السعودية تدفع ثمن احتضانها للإرهاب وجماعات العنف المسلح"، وقد تضمن هجوماً لاذعاً بحق المملكة وسياساتها في عهد الملك سلمان وكيف تحولت بوصلة المملكة لدعم الكيانات الإرهابية بالمنطقة العربية.

التقرير قارن بين سياسات المملكة الحالية وسياستها في عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، مؤكداً أن الملك الراحل عمل منذ اليوم الأول لحكمه على مواجهة الإرهاب وجماعاته، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، في حين قام الملك سلمان بدعم الجماعة واستضافة قادتها على أرض المملكة.


Huffington Post