تنطلق الحملة الإعلانية بكثافة لتُبشّر بانطلاقة حزب لبناني جديد. وكأنّ لبنان بحاجة لإضافة حزب على لائحة أحزابه السياسية والطائفية. قد يختلف الأمر هنا بنظر فارس فتّوحي الذي سيترأس حزب «اللبناني الواعد». أراد أن يُعرف المكتوب من عنوانه ليخاطب بلغة الشباب، علّه يكسب ثقتهم بعدما فقدوا الأمل في بلد يحاربهم اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً.
انطلقت الحملة وبعدها بأيام أبصر الحزب النور رسمياً، خلال عشاء فاخر في فندق «الحبتور». الدعوة الإعلامية عامة، لكنها لم تمنع من توجيه دعوات خاصة لشخصيات حضرت لتشهد على انطلاقة الحزب.
في فندق «الحبتور»، تستقبلك شابات جميلات. يحملن لوائح المدعوين ويتولين تحديد أماكن الجلوس. قبل الانتقال إلى حفل العشاء، يقيم رئيس الحزب حفل استقبال لمدعويه. في المشهد نفسه، تطلب شابة من جميع المدعوين عند وصولهم، الانضمام الى رئيس الحزب وزوجته لالتقاط صورة تذكارية أمام اللوحة الدعائية الخاصة بالحزب. رفض احدهم التقاط الصورة، فما كان من فتيات التنظيم إلا «التوسل» لأن «الريس» حريص على التقاط صور له ولزوجته مع جميع الحاضرين.
أمام اللوحة الاعلانية، تتصرف السيدة فتّوحي على طريقة «السيدة الأولى»، وترحّب بضيوف زوجها بلطافة، ليتبيّن لاحقاً أنها شقيقة الفنانة نانسي عجرم.
أول الوافدين من الديبلوماسيين وآخرهم هو سفير دولة الإمارات حمد الشامسي. قبل بدء الحفل بدقائق قليلة، انشرحت أسارير رئيس الحزب مع وصول «صاحب الفخامة». إنه ميشال سليمان. التفاتة تعويضية لكأن الرئيس السابق ما زال رئيساً في موسم الفراغ المستمر.
خلال الحفل، تم توزيع ملف يتضمن كل المادة الصحافية، إضافة الى كتيب يشرح هوية الحزب وأهدافه، كما يتضمن مقالات لـ «الرئيس فتوحي» نشرها سابقا في عدد من الصحف والمواقع الإلكترونية.
اختار فتوحي عنوان «وحدة.. شباب.. تجدّد» شعارا لحزبه. هو رجل أعمال لبناني وُلد في ذوق مصبح (كسروان)، وسافر إلى الإمارات للعمل في مجال الإعلانات (هذا ما يفسر حضور سفير الإمارات)، ومن ثم عاد إلى لبنان ليؤسس حزبه وحسب (...).
وفق سيرته الذاتية (الكتيب الموزع)، «يطمح فتوحي الى إحياء القيم الاجتماعية والتعليمية التي تشكّل حلاً لجميع المشاكل القائمة. هو خاض المعترك المدني وتعايش معه، فأسس الحزب على شعارات ومبادئ من تصميم مطالب شباب مجتمعنا من دون أدنى تمييز مذهبي ومناطقي». يختم التعريف عن نفسه بعبارة «لبنان الحلم».
يشير فتوحي في مقدمة الكتيب إلى أننا «بأمسّ الحاجة إلى أحزاب وطنية جديدة، تجدد الحياة السياسية وتُخرجنا من حالة العقم السياسي». عبارات مستهلكة، فما هو مشروع الحزب وعنصر تميزه؟ الجواب غير مقنع: «مشروع لبنان الواحد، لكل الطوائف».
ولكن هل نحتاج لأحزاب جديدة؟ «نعم نريد أحزابا وطنية».
إلى أي عائلة سياسية ينتمي رئيس الحزب الجديد؟ «أنا من عائلة لبنانية، ولم يكن لدينا أي نشاط سياسي، لكن من حقي، أنا وكلّ شاب لبناني، أن نعطي هذا الوطن الغالي».
أجاب فتوحي على جميع هذه الأسئلة في الكلمة التي ألقاها خلال الحفل، قبل أن يدعو ميشال سليمان وسفير الإمارات إلى قطع قالب الحلوى. بدأ العشاء الفاخر، استمتع الحضور بالأجواء. توجه فتوحي إلى كل الجالسين على الطاولات ملقيا التحية عليهم. نجم «السيلفي»، كان ميشال سليمان الذي لم يُخيب معجبيه بالتقاط صور معه، كما بحضور الحفل كله!

 

السفير