لايترك الدوري محطة الا ويجعلك تنغمس فيها، ولاينفك يخرجك من برودة المباريات الا ويدخلك في المفاجآت في سخونتها التي لا تنتهي، البداية كانت قوية ومليئة بالأهداف استمرت ولو باعداد تهديفية قليلة، على حساب العرض الفني والاداء والايقاع، ومثلما فجّر «السلام» زغرتا اولى مفاجآته في الاسبوع الاول على حساب «الأنصار» فإن «النبي شيت كان مفاجأة الأسبوع الثاني امام «النجمة»، ذلك ان هذا التنوع في النتائج يعطي الأفضلية للفرق الصغيرة على حساب الكبيرة
ويمنحها الأمل في ان تواصل مسيرتها غير آبهة بالفوارق الفنية والبدينة.
وحده «السلام» زغرتا بات يطمح للكثير وبعد «الأنصار» دارت دائرته على «الاجتماعي» على ارضه وفي عقر داره فاسقطه بالثلاثة، ليؤكد جدارته وجديته في ان يكون واحدا من بين الكثيرين الذين يحلمون بالمنافسة .
فاز «السلام» على «الاجتماعي» (3ـ1)، ليكون على اهبة الاستعداد كي يكمل طريقه في المسار والاندفاع والسيطرة نفسها وكل ذلك بفضل صلابة لاعبيه ونجومية ادون شحادة الذي بدا وكأنه يستطيع ان يلعب بالطريقة المناسبة ويمرر بشكل متقن ويسجل خطورة كبيرة في كل كرة يمتلكها، وهذا يعلن عن ولادة نجم جديد.
وترقب الكثيرون ان يكون «الاجتماعي» ندا وان يتمكن من خطف الصدارة لكنه ظهر على انه يعاني من ثغرات كبيرة يجب ان يتعامل معها مدربه قبل فوات الاوان.
ضرب «السلام» خارج قواعده وكذلك «الراسينغ» على ملعب العهد، وعملا بالمثل القائل عسى ان تكرهوا شيئاً نجح الفريق في الخروج بالثلاث نقاط امام طرابلس»، بفضل الوافد الجديد الى صفوفه محمد جعفر الذي سجل هدفي المباراة واكد انه لاعب جيد في حال التزم وكان صبورا ومتزنا، وهو بدوره احد النجوم الذين بامكانهم ان يكونوا الورقة الرابحة في صفوف الفريق، فقد تمكن من التسجيل بفضل فنياته وحنكته وكان الأفضل خلال المبارة.
وقد يختلط على البعض ما يفعله «النجمة» الذي بكر جدا في دخول النفق المظلم من دون ان يعير أي انتباه لجمهوره الوفي الذي يلاحقه حتى ولو لعب في «القطب الشمالي»، وهي امور يجب التوقف عندها في ظل الهبوط الكبير في مستواه، فلا في الاسبوع الأول استطاع ان يفرح الناس ويجعلهم سعداء بالنتيجة، ولا في الثاني الذي كان اشبه بكابوس عليه لأنه تركه يعيش نقمة الخسارة ويستدعي القول ان الفريق بات بحاجة الى اعادة نظر قبل ان ينغمس مجددا في تلك النتائج التي دفعت به الى المركز العاشر.
والأسباب كثيرة ان بعض نجومه لم يكونوا على مستوى المباراة وعانوا كثيرا في التمرير والسير بالكرة بحيث بدا خالد تكه جي اقل من مستواه وعباس عطوي خارج التوقعات والسوري عبد الرزاق الحسين اقل بكثير من أي لاعب لبناني ناهيك عن الأخطاء التي كلفته نقاط المباراة.
اما «النبي شيت» الذي خرج من كبوته الأولى فان فوزه (2ـ1) اشعره بالفخر مجددا ليعيد الى الأذهان ما كان يفعله في الموسم الماضي وقبله امام الكبار وها هو يستعيد صورته الجمــيلة بكل فخر واعتزاز ويتمكن النيل من اول ضيف ثقيل، عاملا بوعد قطعه رئيسه انه سيحاول الفوز باحدى اللقبين.
ورغم ان الشائعات انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي تشير الى ان «النبي شيت» قد يخسر مباراته لأنه اشرك ممادو في المباراة وهو الذي أوقف ثلاث مباريات في الكأس فان مدير الفريق في النادي سمير رزق اوضح ان اللاعب شارك امام «التضامن» صور ولم يحدث شيئا، لأن أي لاعب يتم ايقافه والموسم في اخره يقوم ناديه بدفع بدل الايقاف، لهذا فان ما يقال ويشاع غير منطق ولا يمت للحقيقة بصلة.
وفي بحمدون استعاد «الصفاء مستواه بشكل رائع حيث قدم مباراة جيدة امام «الأخاء» وحقق فوزه الأول (2ـ1). وبانتهاء الأسبوع الثاني يتصدر «السلام» بـ6 نقاط يليه «الراسينغ» بـ4 ثم «التضامن صور و»العهد» بـ3 من مباراة واحدة وتتساوى اندية «النبي شيت» و «الصفاء» و «الأخاء عاليه» بالنقاط والأهداف (3 نقاط)، ويليها الاجتماعي بـ3 نقاط و»الانصار» (3)، ثم «النجمة» نقطة واحدة و»الساحل» وطرابلس من دون نقاط.