تجاهل الرئيس الإيراني حسن روحاني معارضةً داخلية شرسة لسياسة الانفتاح التي يعتمدها تجاه الغرب، ودعا من على منبر الأمم المتحدة الشركات الأميركية إلى دخول السوق الإيرانية والاستثمار فيها.

موقف روحاني شكّل رسالةً لدول الغرب التي أبرمت الاتفاق النووي مع إيران، طالبها فيها بدعم الاتفاق باعتباره «نموذجاً ناجحاً لسياسة الاعتدال والتعاطي البناء واللجوء إلی الحوار الذي أنهی أزمةً غير مبررة من خلال اعتماد قاعدة رابح رابح».

وفي ما يشبه تحذيراً من عواقب المضي قدماً في تنفيذ الحوافز التي نص عليها الاتفاق لإيران، في مقابل التزامها شروط الغرب، توجّه روحاني إلى الإدارة الأميركية بالقول إن «التلكؤ في تنفيذ التعهدات القانونية يعتبر خطأً استراتيجياً يجب تصحيحه والتعويض عنه فوراً»، مشيراً إلی قرار محكمة أميركية مصادرة بليوني دولار من الأرصدة الإيرانية في المصارف الأميركية.

ورأی روحاني أن الإرهاب والتطرف «هما نتيجة الاستراتيجيات الأمنية للقوى الكبرى خلال الأعوام الـ15 الماضية»، وشدد على أن إيران من أكثر الأسواق أماناً للاستثمار والشراكة في المنطقة.

ولدى عودته إلى طهران أمس، قال الرئيس الإيراني في مؤتمر صحافي، إن الولايات المتحدة وعدت خلال اجتماع وزاري في نيويورك ضمَّ ممثلي الدول الست وإيران، بـ «تصحيح مقاربتها» في ما يتصل بتطبيق الاتفاق النووي، مشيراً إلى أن ضغوط الشركاء الأوروبيين في هذا الصدد شكلت «انتصاراً».

وركز روحاني والمسؤولون الذين رافقوه جهودهم على إزالة عراقيل من أمام المصارف الإيرانية وقطاع الطيران في بلاده، واعداً في المقابل بالاضطلاع بـ «دور إيجابي» في حل النزاعات الإقليمية.

وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك، عقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اجتماعات مع مسؤولين غربيين، أهمها خلوة مع نظيره الأميركي جون كيري ناقشا فيها مواضيع عالقة، تحديداً في ما يخص إزالة العقوبات والعوائق الاقتصادية من أمام طهران، وهو أمر حيوي بالنسبة إلى الحكومة الإيرانية، في وقت تواجه معارضة داخلية شرسة للانفتاح على واشنطن.

وفي هذا الإطار، كان لافتاً تصريح نائب قائد قوات «الحرس الثوري» حسين سلامي أمس، بأن الولايات المتحدة «لا تملك منطلقاً سياسياً ولا تفهم غير منطق القوة»، مضيفاً: «لا يمكننا أن نكون أصدقاء لدولة وضعتنا في صلب سياستها العدوانية».

كذلك كانت لافتة إشارة قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني إلى «استحالة سماع صوتين عندما تكون المعركة مع أعداء الإسلام ولا يمكن التلويح بصداقة العدو»، معتبراً أن «كل من يسير في هذا الاتجاه هو خائن».

ويرى بعض المحللين في طهران أن المتشددين يسعون إلى الوقوف عقبةً أمام أي تقارب مع الولايات المتحدة، ولا يريدون أن تكون مرحلة ما بعد الاتفاق النووي مختلفةً عما قبلها، لجهة التعاون والتنسيق مع واشنطن.

في المقابل، يعتقد آخرون أن تصعيد المتشددين و «الحرس» يهدف إلى الإفساح في المجال أمام الديبلوماسية الإيرانية لتحقيق أهدافها علی صعيد إزالة العقوبات الاقتصادية، والمطالبة بدور أمني- سياسي في المنطقة

 

 

 

(الحياة)