وُضعت في دائرة الاشتباه بعدما تناقضت أقوالها، وبعد تضمُّن تقرير الأدلة الجنائية النهائي وجود بصماتها على المسدس والبارود على يديها، ليتغيّر مسار قضية العريف في "أمن الدولة" مارك كيوان من ترجيح فرضية انتحاره الى القتل على يد ماري أ. ي.
لم تفاجئ التطورات المهمة في الملف عائلة الشاب الذي قضى في عمر السابعة والعشرين ربيعاً، فهم على يقين أنه من المستحيل أن يقدم ابنهم على الانتحار، وانها "الفاعلة بعد قصة غرام ربطته بها مدة طويلة".


مذكرة توقيف وجاهية صدرت بحق ماري (43 عاماً) المتأهلة والأم لولد، ومع ذلك لم تعترف الى الآن بتفاصيل الليلة الدموية في شهر حزيران الماضي هي التي ادعت سابقاً أن مارك انتحر لأنها رفضت ان تترك زوجها وترتبط به.


"ثلاث شهادات متناقضة أدلَت بها ماري أمام القوى الأمنية"، بحسب والدة مارك التي التقتها "النهار"، الأولى لدى القوى الأمنية "قالت فيها إنها دخلت غرفة النوم كي يرقد ابنها غفت قليلا فسمعت أزيز رصاص، خرجت فوجدت مارك ممدداً أرضاً، منتحراً في زاوية غرفة الجلوس، لتعاود وتغيّر أقوالها قائلةً إنها كانت تغسل يديها وسمعت اطلاق النار. انتقل بعدها الملف الى "أمن الدولة" فاعترفتْ أنها كانت في غرفة الجلوس حين توفيَ مارك، فطلب المدعي العام التوسع بالتحقيق لا سيما بعد صدور التقرير النهائي للأدلة الجنائية الذي أرسل الى الخارج لفحص مادة البارود وإن كان ثمة من آثار منها على ماري لتأتي النتيجة ايجابية".

 

علامات استفهام
"على رغم التأكد من وجود البارود على يديها وبصماتها على المسدس لا تزال ماري تنكر أنها أقدمت على قتل ابني"، تلفت الوالدة الثكلى، لتضيف: " لو كان صحيحاً حديثها أن مارك كان مغرماً بها ويريد ان يتزوجَها لقتلها قبل أن يقتلَ نفسه، ولما كان انتحر في زاوية الغرفة. كان في إمكانه أن يجلسَ على الكنبة ويطلق الرصاص على نفسه، إنها المرة الأولى التي نسمع فيها عن جريمة انتحار في الزاوية". لكن هل لديها من القوة لتقتله، أجابت "ننتظر منها ان تعترف بما حصل، في التحقيق تصيبها نوبات عصبية وتصر على الكذب". وتتابع "رصاصة واحدة على مسافة 50 سنتيمراً تترك اثراً على يديها، يعني انها كانت في الغرفة حين قتل. ربما كان نائماً عندها لكون سبق أن نام في منزلها لا بل قبل يومين من مقتله اكتشفنا أنها حجزت له بطاقة سفر لتأخذه معها الى تركيا".
علامات استفهام طرحتها الوالدة بعدما أعاد توقيف ماري تحريك الجمر في قلبها الذي لم تخفت حماوته منذ ان تغطى ابنها بالتراب "لماذا لم يتم توقيفها منذ البداية على ذمة التحقيق؟ لو ضرب شخص آخر لأوقف 48 ساعة. ابني قتل في منزلها ولم توقف حتى 24 ساعة، ومع ذلك تأخذ عائلتها علينا كيف انتقل الملف الى أمن الدولة! أوَليس مارك ابن تلك المديرية وليس شخصاً عادياً"؟

 

الليلة الدموية
بدموعها كانت والدة مارك تتحدث لـ"النهار"، كل ما تريده هو "معرفة سبب إقدام ماري على قتل فلذة كبدي ومعه فرحتي"، مضيفةً بصوت يخنقه الأسى من خسارة أعز ما وهبها إياه الله "في تلك الليلة السوداء كان قلبي يشتعل ناراً، خشيت على مارك من دون ان أعلم السبب، جلست على شرفة المنزل أراقبه، كان يضحك ورفاقه قبل أن اخلد عند الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل للنوم، لأتلقى اتصالاً بعد نحو ساعتين من رقم هاتفه، كانت ماري أبلغتني ان اشكالاً حصل مع مارك ترافق مع اطلاق نار قبل أن تغلق الهاتف فأحاول الاتصال بها مرات عدة للاستفسار من دون أن ترد. كما اتصلَت بوالده الذي كان في بلدتنا رياق لتبلغه بالأمر عينه فحضر على الفور، ليصلني عند الساعة السابعة صباحاً خبر وفاته".

 

"علاقة غرامية"؟!
بعد مقتل كيوان حارس مرمى فريق "أمن الدولة" في كرة القدم، علمت عائلته من داتا الاتصالات ان ماري "بعثت له رسالة عبر الواتساب تطلب منه أن يأتي اليها لتراه قبل ان تنام، وانها ستترك باب المنزل مفتوحاً". وعن المنشور الذي كتبه مارك في صفحة ماري بـ"فايسبوك" قبل ساعات من وفاته والذي جاء فيه "Missing someone ....... Wasleh l msg"، علقت "لا نعلم من كان يقصد، لكن الأكيد انها كانت تملك كلمة السر لولوج حسابه في فايسبوك، لذلك مسحته ومعه الصور التي تجمعهما قبل أن نسترد الحساب".
وماذا عن ابنة شقيق ماري حيث أصرّت الأخيرة بعد الحادثة في اتصال مع "النهار" عن ان لا علاقة غرامية تجمعها بمارك، وانه يعشق ابنة اخيها المقيمة في فرنسا؟
ردت الوالدة "تعرفَ ابني إلى ابنة شقيقة ماري، قرر الارتباط بها واكمال الطريق معها، لكن ما ان اكتشفت ماري الموضوع حتى جن جنونها، فعملت المستحيل كي تبعد أحدهما عن الآخر، لنكتشف ان هناك علاقة بينها وبين مارك".

 

"لماذا قتل"؟
لم تقابل والدة مارك بعد الحادثة ماري، مع انها كما قالت "أريد ان اراها كي أسالها لماذا فعلت ذلك، ماذا فعلَ لها ابني، تتهمه انه مريض نفسي، في وقت يعرف الجميع عنه مقدار حبه للحياة، وليس لديه سبب للانتحار. محاميها اشرف الموسوي يقول عن لسانها ان مارك حاول الانتحار ثلاث مرات سابقاً بعلمي، تكذب وتُقوّلنا كلاماً غير صحيح، هل يوجد اهل يعلمون بذلك ولا يعالجون ابنهم، ومع كل ذلك زوجها ينكر وجود علاقة بينها وبين ابني ويتهمنا أننا نسيء الى سمعتها".

 

ثابتة على موقفها
من جانبه، استغرب الموسوي عبر "النهار" ما نقل عن ذوي مارك، إذ قال: "التسريبات الموجودة في بعض مواقع التواصل الاجتماعي لا صحة لها على الاطلاق، وهي مجرد تكهنات قضائية باعتبار ان التحقيقات لا تزال جارية أمام قاضي التحقيق في بعبدا ساندرا المهتار وهي سرية. وما قيل عن ان هناك بصمات وتناقضات في الافادات او آثار للبارود ما هي الا محض افتراء وتدخل في مجرى التحقيق، أما في ما يختص بماري فهي لا تزال على موقفها الثابت بأنها بريئة من الجرم المسند اليها". ولماذا تم توقيفها؟ أجاب "هذا امر يعود تقديره للقضاء". اما أفراد عائلة ماري وزوجها فينتظرون "بفارغ الصبر صدور القرار الظني حيث يثبت اما تورطها او براءتها".


لا شيء سيبرّد النار التي تغلي في قلب والدة مارك، لكن معرفتها الحقيقة ستخفف من حرقة الأسئلة التي أثقلت كاهلها!

 

النهار