يعتمد الفرق ما بين تساقط الشعر الطبيعي وغير الطبيعي (أي المرضي) على الكمية المتساقطة يوميا. وشرحت د. ناهد قاسم، اختصاصية الامراض الجلدية والتجميل في مستشفى دار الشفاء قائلة «يمر الشعر بثلاث مراحل، هي: مرحلة النمو والطول التي تستمر لعدة سنوات، ثم مرحلة الراحة التي يتوقف فيها الشعر عن النمو تماما، وتستمر عادة لعدة اسابيع، ثم مرحلة الموت والتساقط التي تحتاج من 3 – 4 أشهر. ويفترض ان تتداخل مرحلة الراحة والتساقط حتى لا يفقد الرأس كمية كبيرة من الشعر مرة واحدة.

ومن الطبيعي ان تسقط 100 الى 150 شعرة من الرأس يوميا، وان يزداد التساقط في يوم غسل الشعر لتصل الى 200 شعرة. لكن من غير الطبيعي ان تتضاعف الكمية المتساقطة من الشعر لتصبح خصلا، وان تسقط اثناء الحمام كمية كبيرة يمكنها سد مجرى الماء. ولتقييم درجة تساقط الشعر، يقوم المعالج بتمشيط او سحب الشعر بصورة خفيفة. ومن الطبيعي ان تخرج في يده عدة شعرات في اول مرة، ثم يقل عددها مع كل مرة يسحب فيها الشعر، لكن من غير الطبيعي ان تخرج خصل في يده ويستمر تساقطها مع كل مرة يمسك فيها الشعر».
◗ الأسباب 
اسباب تساقط الشعر كثيرة، منها اسباب مشتركة بين الجنسين وأخرى خاصة بالمرأة. ومن أهمها:
– اكثر سبب شائع في المرأة هو نقص الحديد. فهي تفقد كمية كبيرة من الدم مع نزول الطمث شهريا مما يخفض كمية الحديد في دمها. وان كانت تغذية المرأة لا تعوض جسمها بكمية كافية من الحديد فذلك سيؤدي الى الاصابة بفقر الدم ونقص الحديد.
– الانيميا بسبب نقص كريات الدم الحمراء.
– نقص فيتامين د والزنك.
– زيادة الهرمون الذكوري في جسم المرأة نتيجة اضطراب اتزان الهرمونات المصاحب لبعض الامراض؛ مثل تكيس المبيض. فارتفاع هرمون التستوستيرون يسبب تساقط شعر الراس وظهور الشعر بغزارة في مناطق ذكورية مثل اللحية والشارب والصدر.
– السبب المشترك بين الجنسين هو خمول الغدة الدرقية وتساقط الشعر الوراثي (الصلع الوراثي). فيبدأ خط الشعر في الرجال بالتراجع ويتساقط الشعر في قمة الرأس الى ان تظهر منطقة دائرية من الصلع. اما الصلع الوراثي في السيدات فيسبب خفة الشعر.
– للحالة النفسية تأثير مباشر في صحة الشعر. فيلحظ تساقط الشعر بغزارة بعد 3 اشهر من التعرض للصدمة، وذلك إثر تأثر الشعر ودخوله في مرحلة التساقط مباشرة منذ وقت الصدمة. فالصدمة النفسية تسبب افراز الجسم مواد كيميائية تزيد من تساقط شعر الرأس وتحفز ظهور حبوب في الوجه.
– اي مرض جلدي يصيب فروة الراس يمكن ان يزيد تساقط الشعر، مثل الاكزيما الدهنية وهي عبارة عن مرض جلدي يسبب زيادة افراز الغدد الدهنية الموجودة في فروة الراس وتكون القشرة وتكاثر الفطريات وتساقط الشعر.
– تقدم العمر من العوامل المهمة التي تزيد تساقط الشعر كما تضعف سماكته فيبدو أخف. حيث ينخفض افراز الجسم للهرمونات الانثوية وينقص عدد بصيلات الشعر مع تقدم العمر وخاصة بعد عمر الاربعين.
◗ العلاج 
استنادا الى نتائج تحاليل الدم، يقرر الطبيب طريقة العلاج المناسبة. ويعتمد العلاج الداخلي على وصف الحبوب المناسبة لحاجة المريض وتعويض اي نقص لديه، وغالبا ما يتضمن ذلك حبوب الحديد والزنك وفيتامينات اخرى. أما الحل السريع، فمن خلال جلسات الميزوثيرابي او البلازما، وهي عبارة عن حقن مواد مغذية في فروة الراس حتى تمد الشعر مباشرة بما يحتاجه. وبالنسبة للعناية الخارجية، فمن المهم اختيار نوع شامبو وبلسم مضادين للتساقط ومناسبين لطبيعة الشعر. وإن كان الشعر جافا ومتقصفا، فيجب استخدام بلسم مرطب للشعر. كما ينصح باستعمال سيرم مضاد لتساقط الشعر ايضا.
◗ الفرق بين الميزوثيرابي والبلازما 
وحول الفرق بين حقن الميزوثيرابي والبلازما، قالت د. ناهد «تحتوي حقن الميزوثيرابي على مجموعة الفيتامينات التي يحتاجها الشعر. وكورس العلاج عبارة عن 6 – 10 جلسات بواقع جلسة كل اسبوع. وعادة ما تلاحظ المريضة توقف التساقط وانبات شعر جديد بعد الجلسة الثالثة. اما جلسات البلازما، فيتم فيها سحب عينة من الدم وفصل الصفائح الدموية وإضافة معاملات النمو لها ثم يقوم المعالج بحقنها في فروة الرأس حتى تمد الشعر بما يحتاجه مباشرة. وكورس العلاج عبارة عن 4 – 6 جلسات بواقع جلسة في الشهر. وميزة حقن الميزوثيرابي ان نتائجها تظهر بسرعة مقارنة بالبلازما. لكن كلا العلاجين مفيد جدا لتساقط الشعر».
◗ تساقط الشعر بعد الولادة 
سبب فرط تساقط الشعر بعد الولادة يرجع الى العامل الهرموني بشكل رئيسي. فهرمونات الحمل تحافظ على الشعر وتمنع سقوطه. بيد ان توقف هرمونات الحمل ونزف الولادة وفقدان المشيمة التي تفرز الهرمونات سيسبب صدمة لبصيلات الشعرة، وبالتالي دخولها في مرحلة التساقط مباشرة. فيسقط الشعر بشكل غزير وقد تصل السيدة الى مرحلة تشبه الصلع بعد 3 اشهر تقريبا من الولادة. لكن الوضع عادة ما يتحسن من تلقاء نفسه بعد مرور 6 اشهر من الولادة. وينصح خلال هذه الفترة بالاستعانة بجلسات الميزوثيرابي او البلازما.
إرشادات للعناية بالشعر
العناية الداخلية: ينصح بالتغذية السليمة وبخاصة تناول اللحوم الحمراء كلحم البقر الغني بالحديد السهل الامتصاص، وتناول الخضار الورقية مع رشة من عصير الليمون، لان فيتامين ج يساعد على امتصاص الحديد من المصادر النباتية. ومن المفيد للشعر ايضا تناول البروتين والخضار والفاكهة.
– العناية الخارجية: يجب استعمال شامبو وبلسم مضادين للتساقط ومناسبين لطبيعة الشعر فيعملان على ترطيبه.
– تمشيط الشعر مرة في اليوم فقط وعدم رفعه او شده بشكل قوي بل تسريحه بشكل مريح من دون شد.
– غسل الشعر كل يومين او ثلاثة ايام لتقليل تساقطه.
– عدم التعود على استخدام السيشوار او المكواة يوميا، بل يفضل الاستغناء عنهما وتجفيفه بالهواء الطبيعي. والاكتفاء باستخدام هذه الادوات في المناسبات فقط.
– تجنب علاجات تمليس الشعر التي تحتوي على مواد كيميائية ويتبعها استخدام حرارة عالية لجعل الشعر أملس ومنسدلا. فهي تدمر بنية الشعر وتسبب تقطعه وتلفه.
– استخدام ماسكات الشعر وحمامات الزيوت مرة اسبوعيا لترطيب الشعر وزيادة حيويته.

الثعلبة.. اسباب وعلاجات

قد يتساقط الشعر لأسباب مرضية مثل الاصابة بـ«الثعلبة»، التي تتميز بتساقط جميع بصيلات الشعر الموجودة في منطقة معينة. وسببها الاساسي هو العامل النفسي والقابلية الوراثية التي تحفز بدء اضطراب في الجهاز المناعي يسبب مهاجمة الخلايا المناعية لبصيلات الشعر في منطقة معينة. مما يؤدي الى تساقطها ومنع نموها. ومن العلاجات الطبيعية لهذه الحالة فرك المنطقة بفص ثوم لمساعدة بصيلات الشعر على النمو وتثبيط عمل خلايا المناعة. لكن يمكن الاستغناء عن رائحة الثوم بالاستعانة بعلاجات طبية مثل حقن الكورتيزون والكريمات والشامبو. وهناك علاجات طبية اخرى تحتوي على عقار المينوكسدين، لكن لا بد من استعمالها طوال الحياة للحفاظ على النتيجة. فهذا العقار يقوم بتوسعة الاوعية الدموية وزيادة تغذية بصيلات الشعر وايقاف تساقطه. ووقف استخدامه سيؤدي الى سقوط الشعر الجديد. لذا، ينصح المريض باستخدامه مرتين يوميا لمدة شهرين، ثم تخفيف جرعاته بشكل تدريجي على مدى اشهر الى ان يصل الى استخدامه مرة اسبوعيا طوال الحياة للحفاظ على كثافة الشعر.