إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في بكركي، الوزير السابق فارس بويز، وعرضا الوضع العام في لبنان والمنطقة. وأشار بويز بعد اللقاء الى أن "الوضع اللبناني بات مؤلما وبالغ الخطورة، وهذا ما يشعر به المسيحيون، وإن الظرف الحالي لا يسمح بمزيد من الشروط ومن التصعيد سواء في الشارع او في غيره".

وأكد أن "الوضع اليوم في حاجة الى العقل أكثر من الغريزة، لأن العقل هو وحده الكفيل بإنقاذ الوطن".

النجاري

والتقى الراعي سفير مصر الجديد نزيه النجاري في زيارة بروتوكولية أكد بعدها النجاري اهتمام مصر بمساعدة لبنان لتجاوز محنته، وقال: "إن اللقاء مع غبطة البطريرك ودي للغاية، وهناك علاقة قديمة وقوية تربطنا بغبطته الذي زار مصر حيث استقبله السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهناك أوجه عديدة للعلاقات مع البطريركية المارونية نعمل على تعزيزها. كما أننا نعمل على الاسترشاد برؤية غبطة البطريرك وحكمته وقراءته الثاقبة والتاريخية للبنان والعلاقات بين لبنان ومصر وبين المسيحيين وغيرهم في المنطقة. ونتمنى أن يكون هناك تواصل دائم مع غبطته لدوره المهم في لبنان وفي السياق الإقليمي أيضا، ونحن سنحرص على هذا التواصل".

وأضاف: "يهمني تأكيد اهتمامنا في مصر بما يحدث في لبنان وبأوضاع مسيحيي الشرق الذين هم مواطنون في هذه المنطقة منذ الأزل، وهم من نسيج المجتمعات في منطقتنا ولهم أياد بيض في تطور مجتمعاتها وإسهام بارز في تطوير حضارتها وثقافتها".

وتابع النجاري: "في ما يتعلق بالشأن اللبناني، لقد تناولنا أولوية إنهاء الشغور الرئاسي تأكيدا لاحترام مؤسسات الدولة الدستورية في لبنان وحرصا على مستقبل هذا البلد واستقراره. كما اتفقت مع صاحب الغبطة على انه ليس من المعقول ان يظل الموقع الرسمي الأول في لبنان شاغرا طوال هذه الفترة، وهو ما تعمل مصر وستعمل مع كل الأطراف المعنية لمساعدة لبنان على تجاوزه. وهناك اهتمام لدى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بهذا الأمر وباستقرار لبنان، ولقد استقبل قبل شهور في مصر غبطة البطريرك الراعي وناقش معه الوضع في لبنان وعبر له عن اهتمام مصر ودعمها لاستقرار لبنان. ومصر ستسعى خلال الفترة المقبلة لعمل كل ما يمكنها القيام به لمساعدة لبنان في هذا الموضوع وغيره من الموضوعات حفاظا على استقرار هذا البلد".

وردا على سؤال عن كيفية تقديم مصر المساعدة للبنان، قال النجاري: "نحن نسعى الى هذا الأمر عبر التواصل مع القوى والقيادات السياسية اللبنانية المختلفة التي لها تأثير في هذا الموضوع وعبر التواصل ايضا مع الدول والقوى الإقليمية والدولية المعنية والمهتمة بالوضع في لبنان لمحاولة تقريب وجهات النظر وصولا الى انتخاب رئيس للجمهورية في فترة قريبة".

شمس الدين

ثم استقبل الراعي الوزير السابق ابراهيم شمس الدين الذي أثنى على "موقف غبطة البطريرك الذي حض فيه المجتمع الدولي على التحرك وإطلاق مبادرات لتقويم الأوضاع وتصحيحها"، لافتا الى أن "هذا الأمر يعكس عجز السياسيين وفشلهم في القدرة على القيام بشيء صحيح، كما أنه يعكس الانفصال بين الناس وزعاماتهم، لذلك على الناس أن يدبروا مصالحهم بأنفسهم".

وقال: "انطلاقا من هذا الواقع، فإن قانون الانتخاب هو قانون للناس ويجب أن يوضع لمصلحة الناس الذين ينتخبون وليس لمصلحة السياسيين. والبحث اليوم يظهر ان هناك تعديا لأنهم يسعون الى وضع قانون لمصلحتهم هم وليس لتمكين الناس من الانتخاب الحر".

وأضاف: "بحثنا في مسألة الرئاسة، وانا ارى ان على الرئيس ان يكون منتخبا بشكل حر ولا يكون معينا من الباب العالي. فلا يعقل ان يبقى لبنان من دون رئيس منذ أكثر من سنتين مع تعطيل للمؤسسات وضعف للقضاء. على كل القوى السياسية المشاركة في مجلس النواب، والتي وافقت على أن يكون النصاب بهذه الطريقة، أن تدرك أنها أخطأت وورطت البلد بهذه الورطة. ويحق لنا أن نسأل هل هناك رغبة حقيقية في انتخاب رئيس للبنان، أم أن المراد هو إبقاء الفوضى؟".

وتابع شمس الدين: "بالنسبة الى الموضوع العقاري والمشاعات، استغربنا ما سمعناه عن مذكرة لوزير المال بالصورة التي وردت فيها".

وفي سياق آخر، شدد شمس الدين على دور مجلس كنائس الشرق الأوسط، "وهو مؤسسة محترمة تمثل جميع كنائس المنطقة ولها تاريخ عريق في الحوار الإسلامي-المسيحي وفي إنشاء تواصل دائم رشيد وعاقل للبحث في أمور تهم المسيحيين والمسلمين في دول المنطقة ومجتمعاتهم السياسية".