ندد زعيم جبهة “فتح الشام” (النصرة سابقاً)، أبو محمد الجولاني، مساء أمس، بالاتفاق الروسي الأميركي الأخير، متهماً واشنطن وموسكو والمبعوث الدولي لسورية، ستيفان دي ميستورا، بالتواطؤ مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد عبر اتخاذ إجراءات تخذمه.
وإعتبر الجولاني، في مقابلة لشبكة “الجزيرة” أن اليوم لدى هؤلاء مخططاً واضحاً هدفه استسلام الفصائل المسلحة التي تقاتل النظام، موضحاً إن المخطط يقضي محاصرة النظام السوري لحلب، يليه خروج اتفاق روسي أميركي، ليأتي بعد ذلك دي ميستورا للإعلان عن إرسال مساعدات إنسانية.
ووصف الاتفاق بين موسكو وواشنطن بأنه اتفاق عسكري أمني بحت، مؤكداً أنه يفضي إلى استسلام الفصائل المسلحة وتخليها عن السلاح. وأضاف أن المفاوضات التي يعلن عنها دي ميستورا تفضي كذلك إلى الاستسلام. وقال في هذا الصدد إن النظام يقوم بحصار حلب ليكون لدي ميستورا ورقة للضغط على الفصائل المسلحة، موضحاً أن الخطوات العسكرية للنظام تبنى على أساسها الاتفاقات الدولية.
اما عن الاتفاق الروسي الأميركي، فتابع الجولاني إن الأميركيين بهذا الاتفاق وضعوا أنفسهم في صف الروس والنظام، موضحاً أن المشاريع التي تأتي من الخارج تكون على أساس أن سورية مقسمة، وتحاول أن تجزء وتقسم سورية، مشدداً على ان “أهل السنة في حالة ضياع ودفاع عن البقاء” أمام ما سماه “المشروع الرافضي”، محذراً من مغبة نجاح هذا المشروع وتداعياته على المنطقة برمتها.
وأضاف أن “ما لم نتوقعه في اليمن حدث في وقت مبكر”، في إشارة إلى الانقلاب الذي دبره الحوثيون (أنصار الله)، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تحاول، في الوقت الراهن، أن تفعل في سورية ما فعلته في العراق قبل نحو 20 عاماً. كما شدد على ضرورة وحدة واندماج الفصائل السورية التي تقاتل النظام والمليشيات المتحالفة معه، داعياً إلى إنشاء كيان موحد لتمثيل من تقاتل من أجلهم تلك الفصائل، وذلك للدفاع عنهم عسكرياً وسياسياً.