علقت المساعدات المتجهة إلى مدينة حلب السورية على الحدود التركية، الجمعة، لليوم الخامس على التوالي، وسط جدل بين الأطراف المتصارعة على الأرض حول كيفية توصيل الإمدادات وزيادة الضغوط على هدنة هشة جراء تزايد العنف.

ويعد نقل المساعدات إلى حلب التي كانت أكبر مدن البلاد قبل الحرب، اختبارا مهما لوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا قبل نحو أسبوع، بهدف إنعاش المحادثات الرامية إلى إنهاء الصراع.

وجراء هذا الوضع لوحت الولايات المتحدة الأميركية بعدم التعاون مع روسيا، في حال استمر تعطيل إيصال المساعدات.

ويتوقف وصول المساعدات الإنسانية إلى حلب على السيطرة على طريق الكاستيلو المؤدي إلى الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة بالمدينة والذي تحاصره القوات الموالية للحكومة. والمدينة مقسمة بين القوات الحكومية وقوات المعارضة التي تقاتل منذ أكثر من خمس سنوات للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وحملت روسيا، الجمعة، فصائل المعارضة التعطيل، وأعلن الجيش الروسي مجددا أن الجيش السوري مستعد للانسحاب من طريق الكاستيلو، مضيفا أن الأخير بدأ بالانسحاب من هذا المحور الاستراتيجي في حلب، لكنه اضطر إلى العودة إليه لبقاء مجموعات المعارضة في مواقعها.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المئات من المحتجين من قريتي نبل والزهراء الشيعيتين- الواقعتين بمناطق تسيطر عليها الحكومة- يتجهون صوب طريق الكاستيلو بهدف إغلاقه وتعطيل مرور شاحنات المساعدات.

وأكد المرصد أنهم خرجوا لمنع دخول المساعدات إلى شرق حلب إلى حين تقديم ضمانات بإرسال مساعدات إلى قريتي كفريا والفوعة الشيعيتين اللتين تحاصرهما قوات المعارضة منذ أبريل 2015.

وتقول الأمم المتحدة إنها طلبت من الحكومة السورية إذنا بالوصول إلى جميع المناطق المحاصرة. وعبرت المنظمة الدولية في الأيام القليلة الماضية عن تزايد شعورها بخيبة الأمل إزاء تقاعس الحكومة عن السماح لها بدخول تلك المناطق.

وتنتظر قافلتا مساعدات منذ صباح الثلاثاء في منطقة على الحدود التركية من أجل الحصول على إذن بالتحرك داخل سوريا. وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن قافلة الشاحنات الأولى تحمل الدقيق (الطحين) لأكثر من 150 ألف شخص، بينما تحمل الثانية حصصا غذائية من أجل 35 ألفا لمدة شهر.

ويعتقد أن قرابة 300 ألف شخص يعيشون في شرق حلب، بينما يعيش أكثر من مليون في الشطر الغربي الذي تسيطر عليه الحكومة.

وفي سياق المعضلات الكثيرة التي تهدد بانهيار الاتفاق الروسي الأميركي، تبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار.

وشهدت، الجمعة، بعض المناطق السورية عودة لأعمال العنف. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثلاثة قتلوا وأصيب 13 في ضربات جوية في محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة الجمعة، بالمقابل أطلقت قوات المعارضة عددا من القذائف أيضا على الفوعة وكفريا المحاصرتين.

وعرفت مناطق إلى الشرق من العاصمة دمشق اشتباكات عنيفة، هي الأخرى وسقطت بها قذائف، الجمعة.

صحيفة العرب