مشروع "نحر" جديد ينتظر ابنة بلدة جنوبية، ذنبها الوحيد انها أحبّت شابًّا يصغرها في العمر اثني عشر عاماً، كسرتْ تقاليد العائلة والمجتمع الذي تعيش فيه، تزوجته من دون رضا عائلتها، والنتيجة انها تعيش اليوم في جحيم الخوف من مصير مشابه لروعة المحمد التي أجهز عليها اشقاؤها قبل أيام وغيرها من الفتيات اللّواتي "لطَّخنَ" شرف عائلاتهنَّ بالتراب!
ثلاث سنوات حب عاشتها ابنة الـ35 عاماً، حلمها بالأمومة دفعها الى تخطي رفض عائلتها بالارتباط من الشاب الذي دقّ قلبها له، وكما شرحت لـ"النهار": "قصدت واياه شيخاً حيث كتبت كتابي، هربت معه قبل ان يعلم والداي واخوتي بفعلتي، لم أتخيّلْ الرعب الذي سأعيشه، فأنا أخشى الخروج من المنزل رغم تواجدي في بلدة بعيدة عنهم، بداية وضعت برقعًا كي لا يتعرف عليّ أحد ويخبرهم بمكاني، مع الوقت احتفظت فقط بحجابي، على الرغم من ان الأمر كما وصلني من صديقة يزداد حدة مع الأيام بدلاً من أن تهدأ النفوس، شقيقي الأكبر سحب يده من الموضوع لكن شقيقي الأصغر ووالدي لن ينام لهم جفن قبل ان يدفونونني".

استسلام!
في غرفتين في احد البساتين سكنت سلمى وزوجها، حققت حلمها واستقامت، لكن ضغط الأيام كان أكبر من فرحتها حتى وصل بها الأمر الى الانتحار ولفتت "في شهري السادس استسلمت، أردت ان أرحل وأترك همومي في هذا العالم الظالم، توقفت عن التفكير بكل ما هو دنيوي، أردت الخلاص، شربت سم صراصير، بقيت روحي في جسدي، عاودت الكرّة بعد ايام لكن ربما قدّر الله لي ان أموت على يد افراد من عائلتي كي يتحمّلوا هم ذنبي". واضافت "بعدها خشيت ان تكون الطفلة في احشائي قد تعرّضت لتشوهات من السم، استدنت مئة دولار واجريت صورة للجنين، طمأنني الطبيب ان وضعه جيد، لكنني لا اتوقف عن التفكير في إمكانية أن يكون أصابه مكروه بسببي".

 

خسارة مضاعفة


ضاقت الحياة بمن رغبت بحياة يملؤها الدفء والحنان، أضافت بضحكة ساخرة من كل ما يدور حولها وعينين أجبرتهما الأيام على النظر في كل الاتجاهات لمراقبة لحظة وقوع الكارثة "اتُّهم زوجي بالسرقة من قبل امرأة يعمل معها، بعد ان اخذ منها بضاعة بخمسمائة الف ليرة لبنانية من دون ان يسدّدها، فرفعت عليه دعوى كاذبة بالسرقة والخلع، تم توقيفه، تدخلت معها لإسقاطها، طلبت ألف دولار، والد زوجي دفع المبلغ، ورغم حصولنا على إخلاء سبيل له لا يزال موقوفاً منذ ثمانية أشهر كوني لا أملك مليون ليرة لدفعها له، وأنا في شهري التاسع أحتاج إلى وقوفه بجانبي".

اقترب الوعيد؟
اليوم تسكن "سلمى" عند صديقتها، لا تتنقّل سيراً على القدمين، ولا تثق إلا بعددٍ قليلٍ جدًّا من الناس، لكنها "مضطرة ان اقصد بلدتي لأثبّت عقد زواجي، وأُنجز اوراق وزارة الصحة لأضع المولود على نفقتها، فأنا لا أملك المال، حتى فرق ما تدفعه لا املك، اتمنى ان يبعث الله لي اشخاصاً يقفون بجانبي في هذه الظروف الصعبة التي امر بها". وعما اذا كانت قد ندمت على ارتباطها اجابت "نعم، فكل لحظة أعيشها هي موت بالنسبة لي، وكلما سمعت بقصة فتاة قتلت على يد عائلتها يصيبني الذعر، وأشعر ان حزّ السكين اقترب من عنقي"!
لمساعدة "سلمى" يمكن الاتصال على الرقم : 71154865

 

أسرار شبارو