تفاوتت التحضيرات بين ناد وآخر، كل بحسب إمكاناته وظروفه، بينما تأمن للبعض كل عوامل النجاح، في الوقت الذي كان فيه البعض الآخر يعاني بسبب الضيق المادي، وتبين أن «الساحل» أكثر الأندية تضررا من الأزمة التي عصفت به قبل إطلاق التحضيرات والتي ربما يدفع ثمنها غاليا أو يعض على الجرح ويمضي قدما ليكون كعادته مفاجأة البطولة.
كان «الراسينغ» أحد الندية التي بدأت مبكرا، ولكنه كذلك فقد يشكل رقما صعبا هذا الموسم وربما يكون الاستثناء الوحيد من خارج دائرة المنافسة على اللقب، بعدما تم تفعيل الفريق بالعديد من العناصر الجديدة ونجاحه في كأس التحدي ليس بإحرازه اللقب فقط، بل بالمستوى الذي ظهر به، لا سيما في المباراة النهائية أمام «السلام» زغرتا الذي حقق نتيجة لافتة بفوزه (5 ـ 1)، وذلك بقيادة المدرب موسى حجيج الذي نسف كل المعايير السابقة وعمل على قاعدة جديدة غيّرت في شكل الفريق في الملعب.
وتم التنسيق مع الإدارة التي مهدت له الطريق من خلال التجديد للروماني أندريه فيتلارو وتكفل حجيج باختيار اللاعبين الآخرين البرازيليين دييغو دي اندرو وكايرو دي اندرو.
كما استقدم لاعب «النجمة» المميز محمد جعفر والمدافع حسين سيد من «الأنصار» وأبقى على لاعب «العهد» غازي حنينة، وبات بحلة أفضل بوجود الهداف عدنان ملحم وسيرج سعيد ومحمود كجك، إضافة الى بقية اللاعبين الذين لا يقلون شأنا عن غيرهم.
«شباب الساحل»
لم يتعرض «شباب الساحل» لمثل الأزمة الحالية التي عصفت بالفريق قبل فترة التحضيرات والتي أثرت على مكانته بعدما كان واحدا من فرق المقدمة، فدخل الى النخبة مكرهاً، ومن دون تحضيرات مناسبة، وكانت النتيجة أن خسر أمام «النجمة» (3 ـ 2)، وأمام «الأنصار» (4 ـ 1)، إنما من دون أي تعزيزات خارجية، بعدما عمل المدرب سمير سعد على قضاء حوائجه بالكتمان ومن خلال ما تيسر له من مقومات ذاتية، لأن الظروف كانت أقوى من أن ينفذ خطته للموسم الجديد، علما أن الفريق يمتاز بعناصره المحلية أمثال زهير عبدالله وحسن كوراني وعلي حوراني وحسن طهماز وحسين الدر ومحمد سالم وغيرهم من الواعدين.
وبعدما كان «الساحل» يستقدم أفضل الأجانب في السنوات الأخيرة، بات اليوم يعتمد على فتات الأندية فاستعان بلاعب «النبي شيت» الغاني يعقوبو عيسى ومواطنه جوبيرو والمالي عبد الله كانوتيه مهاجم «الغازية» و «النبي شيت» سابقاً.
«الإخاء الأهلي»
بعد عودته الى موقعه في الدرجة الاولى سيعمل «الإخاء الأهلي» عاليه على تثبيت مداميك العودة وتفادي تكرار التجربة المرة، وهو ظهر بمستوى مقبول في «كأس التحدي»، خصوصا فوزه على «طرابلس» (3 ـ 1) وخسارته أمام «السلام» زغرتا على الرغم من أنه كان الأفضل معظم فترات المباراة.
وقد سعت الهيئة الإدارية بالتنسيق مع المدرب السوري حسين عفش لتجربة بعض اللاعبين الأجانب، من دون أن يحظى أحدهم بفرصة الانضمام للفريق، ما انعكس ذلك على التحضيرات التي لم تكن على قدر التطلعات لأن ملف الأجانب لم ينجز إلا في الساعات الأخيرة لمهلة التواقيع، علما أن أي لاعب جديد يدخل الى أي تشكيلة يلزمه بعض الوقت للتأقلم مع اللاعبين، فكيف الحال مع الأجانب الذين ضمهم الجهاز الفني بقيادة عفش وهم: البرتغالي ايلو مارتينيز والبوسني نيناد نوفاكوفيتش والبرازيلي بيتار بازيتش.
كما عملت الإدارة والجهاز الفني على أكثر من جبهة فضما محمد ابو عتيق من «النبي شيت» ومحمد حمود من «الصفاء» ومصطفى بيضون وأحمد حجازي من «العهد» على سبيل الإعارة.
«التضامن»
لم تكن عودة «التضامن» صور إلى دوري الأضواء بعد سنة كاملة قضاها في دوري المظاليم، إلا ليثبت نفسه أنه يستحق البقاء بين الكبار، وقد استعان لهذه الغاية بالمخضرمين رضا عنتر وفؤاد حجازي، الأول لاعبا ومستشارا فنيا وإداريا، والثاني مدربا إلى جانب المدير الفني محمد زهير. بالإضافة إلى تدعيم صفوفه بثلاثة لاعبين أجانب من الطراز الجيد هم: البرازيلي راموس قادما من «الصفاء»، والسنغالي لامين بانيه الذي سبق له ولعب مع «العهد» في بطولة «كأس النخبة» الأخيرة وسجل هدفين، ولاعب وسط «الأنصار» السابق البرازيلي باولو، كما استعان بلاعب «الإخاء الأهلي» عاليه حسن ملاح، والحارس رضوان كساب من «السلام زغرتا»، ومهاجم «العهد» طارق العلي على سبيل الإعارة، إلى المهاجم الفلسطيني وسيم عبد الهادي قادما من «شباب الساحل».
ووصف أمين سر النادي سمير بواب وضع الفريق بالجيد برغم تأخر الجهاز الفني في اختيار الأجانب وقال: «لقد أصبح فريقنا جاهزا للبطولة التي نسعى خلالها الى أن نثبت أقدامنا بعد موسم ناجح في بطولة الدرجة الثانية، على أن يرتفع مستوى الفريق تصاعديا وصولا إلى المستوى العالي، ولن تقصر الإدارة ولا الجهاز الفني ولا اللاعبون في بذل الجهود للظهور بأحلى صورة ممكنة والطموح موجود باحتلال وسط الترتيب على أقل تقدير». وكشف بواب أن العمل جار في الوقت الحاضر على إيجاد التوليفة المناسبة لقيادة النادي من خلال انتخابات الإدارة التي ستحصل لاحقا، خصوصا بعد وفاة الرئيس ونائبه.