يستحيل الحكم على أي فريق في أسبوع مليء بالمفاجآت، ذلك أن الكلام قد يُعد تجنياً بالمطلق، اذ ان الدخول في فلسفة الحكم لا يُعَد منطقياً وقد لا يُعطي أي فريق حقه بالكامل نظراً لتعددية الآراء، ولعدم اكتمال الصورة التي ينبغي أن يكون عليها كل واحد خلال الاسابيع المقبلة للدوري وقد تنقلب الأمور رأساً على عقب وتتغير الظروف ويصبح الفائز خاسراً، وبالعكس إذا أمكن التعبير.
اسبوع غيّر التقليد، لأنه من المرات القليلة التي تتفوّق فيها الأندية الصغيرة على الكبيرة، او يتكبّد فيها صاحب الأرض الخسارة، ويكفي أن «النجمة» على ارض المدينة الرياضية المعتمدة من قبله وقع في فخ التعادل، وهو يلتقي «الراسينغ» كذلك فإن «النبي شيت» الذي كان مصيدة الفرق الكبيرة خسر على ملعبه أمام «التضامن»، وسقط «طرابلس» امام «الاخاء» الذي لا يتقدم عليه فنياً مقارنة بالمستوى وبالإمكانيات، ناهيك عن الضربة الموجعة التي لقيها «ابو البطولات» «الأنصار»، وهذه النتائج غيّرت المفهوم السائد القائل ان «الكبار يتلهون بالصغار».
هو اسبوع سيكون مصدر إلهام لعدد من المدراء الفنيين والمدربين، رغم قسوته في بعض المحطات، اذ سيتسنى لهؤلاء استلهام العبر والمقدمات قبل أن يدخلوا في أتون الأسبوع الثاني للدوري.
وقد يكون «العهد» أكثر الأندية التي رأت في الفوز على «الصفاء» درساً جديداً، لأن ذلك لم يتحقق الا بعد جهد واستبسال رائعين، لذلك فقد يجبر هذا الأمر الجهاز الفني على البحث في المشكلة التي عانى منها في شوط المباراة الثاني بعد أن كان في الأول سيداً للملعب وملكاً، إذ تراخى وتراجع بشكل ليس له أي تفسير، علماً ان امكانياته كانت تخوله ليستمر ويعزز تقدمه بهدفين، الا أنه فقد شهيته على كل شيء في الوقت الذي كان فيه «الصفاء» نداً له، فأهدر وكان على مقربة من تحقيق التعادل، لولا براعة الحارس المتألق دائماً محمد حمود ورعونة المهاجمين.
فوز «العهد» (2 ـ 1)، جعله يقطع إحدى المحطات الصعبة، وهو إنجاز له على مجهود لاعبيه وعلى أول «قمة» له في البطولة.
وفي موقعة أخرى كان «النجمة» يمني النفس بفوز يسمح له بمواصلة مشواره برؤية وانفتاح، لذلك خيّل لبعض لاعبيه أن «الراسينغ» قد يكون صيداً سهلاً قد يجد فيه فرصة الانقضاض على مرماه وإتخام شباكه بعدد وافر من الأهداف، لكن هذا التصوّر لم يكن في محله، رغم غزارة الفرص التي منحته التقدّم بهدف، والسبب أن بعض لاعبي الوسط مثل عباس عطوي والسوري عبد الرزاق الحسين لم يكونا في أحلى حالاتهما، وهو الأمر الذي سنح لـ «الراسينغ» المتكتل أن يتخلى عن تكتله ويعادل النتيجة (1ـ1)، ويهدّد مرمى «النجمة» في الدقائق الأخيرة بشكل كاد أن يحرجه ويُلحق به الخسارة.
التعادل مع «الراسينغ» كان أخف وطأة من الخسارة المذلة لـ «الأنصار» الذي لم يتعود يوماً ان يكون ضحية الخمسة اهداف امام «السلام» الذي كان يعاني دائماً الخوف من الهبوط، لكنه اليوم يتربّع في نهاية الأسبوع الأول على الصدارة بفارق الأهداف التي سجّلها.
هذه الموقعة كشفت بعض الأخطاء المميتة أمام الإدارة، وهي أن الفريق يعاني فعلياً من ضعف في الدفاع، وفي الارتكاز بالذات، كما أن غياب صانع الألعاب وربيع عطايا أثّر في تحريك الهجوم وخلق الفرص، لأن البرازيلي برونو سميث شكّل مشكلة كبيرة إذ ظهر على أنه «خدعة كبيرة» ولا يصلح كي يلعب في الدرجة الثانية، ليعود محمد عطوي ويكون منقذاً للفريق في الدقائق التي لم يسعفه الحظ فيها فساعد على تقليص الفارق (2ـ5).
ويكتشف المتابع أن الغرور ركب رؤوس بعض اللاعبين في الفرق الكبيرة بعكس تلك التي تحاول اثبات نفسها في ملاعب أخرى مثل «التضامن» صور الذي قلب المعادلة في ملعب «النبي شيت» وفاز (2ـ1)، ليعود بثلاث نقاط ثمينة بعد أن تقدّم بهدفين وبشوط أول جيد في الوقت الذي كان فيه صاحب الأرض يعاني بعض الشيء ولم يسترجع قوته إلا في الربع الأخير للمباراة، حيث نجح بتسجيل هدف تقليص الفارق.
مباراة أخرى أكد فيها «الأخاء الأهلي» وجوده فأسقط الطرابلسي (2ـ1).
اسبوع تهديفي بامتياز تفوّق فيه «الصغار على الكبار» وسجل خمسة انتصارات مقابل تعادل وحيد وبأهداف بلغت 23 هدفاً. وهي نسبة كبيرة تدل على ان لدى الفرق قابلية للتسجيل واللعب بأسلوب هجومي على حساب الدفاعي ليس إلا.