التظاهر بالنوم وادّعاء الألم والإرهاق وسيلة قد تكون الأكثر شيوعاً بين النساء للتهرّب من حمل يثقل كاهلهن ألا وهو "الواجب الزوجي" الذي تحمله معها المرأة من منزلها الأبوي مزوّدة بنصائح وإرشادات وتعاليم تفرض عليها أن لا تصدّ زوجها عندما يطلبها إلى الفراش. لكن في ظل الاستقلالية الذاتية والمادية التي تعيشها المرأة اليوم وبعد الفورة الإعلامية الجنسية التي تسعى إلى تعريف المرأة بحقوقها الجنسية وتدفعها أكثر وأكثر إلى المطالبة بها وبحصتها من اللذة والاستمتاع، هل ما زالت المرأة تقوم بهذا الواجب، وتسلّم نفسها مغمضة العينين لتكون وسيلة استمتاع للرجل؟ سؤال أجابت عنه الدكتورة عاتقة جاري الاختصاصية في علم النفس العيادي وفي العلاج النفسي والجنسي.

تغيّر المجتمع واستقلالية المرأة أمران أساسيان

بداية تشير إلى أن المجتمع اليوم اختلف كثيراً عما كان عليه في السابق وهذا أمر لا يخفى على أحد. وتقول: بحسب مراقبتنا كاختصاصيين للمجتمع المعاصر الذي يتميّز بفورة تكنولوجيا وتواصلية كبيرة، أصبح عدم التقيّد بالقوانين وبالتعاليم الدينية والأعراف أمراً سهلاً ويسيراً وشائعاً. كما أن استقلالية المرأة المادية جعلتها أكثر جرأة على قول ما تريده فهي إن لم تكن ترغب لسبب أو لآخر في ممارسة العلاقة الحميمة مع شريكها فهي ترفض ذلك ولا تخشى العواقب. وهي عندما لا تريد ليس لأنها لا تريد فحسب بل لا بد من أن هناك سبباً معيّناً حملها على الرفض.

لرفض المرأة أسباب عديدة

وغير صحيح أن الرجل لديه حاجة جنسية والمرأة لا، لذلك على الرجل أن يعرف سبب الرفض هذا عبر الحوار والمصارحة والتواصل حتى خلال العلاقة الحميمة ليعرف كل طرف ماذا يريد الآخر وما يعجبه وما لا يعجبه. وعندما لا يكون هناك توازن بين العرض والطلب في ما يخص العلاقة الحميمة لا بد سوف يميل احد الطرفين إلى الخيانة التي أصبحت نتيجة التفلت الحاصل في مجتمعنا أمراً سائداً وشائعاً. وتضيف جاري قائلة لكن المرأة لا تثار أو تستمتع بالعلاقة بطريقة سهلة كما يحصل مع الرجل بل تحتاج إلى العاطفة والتحضير قبل العملية الجنسية وهذا غالباً ما يشكل عائقاً أمام استمتاعها ويجعلها تنفر من العلاقة الجنسية...

سبب خضوع المرأة لرغبة الرجل

لكن في الواقع، المرأة التي تعتمد على زوجها في الحياة لا تستطيع أن ترفض وتخاف أن تصبح في الشارع، أما المرأة المستقلة المعتمدة على ذاتها فتعبّر عما تشعر به ولا يهمّها كثيراً كيف تكون ردّة فعل زوجها، وعندما تسأل النساء عن رد فعلهن في حال خيانة أزواجهن يأتي الجواب العين بالعين والسن بالسن، إما الانفصال و إذا رفض الزوج فالخيانة هي الحل في كثير من الحالات التي نشهدها. هذا هو الواقع اليوم.

(نواعم)