قتيل وحرق سيّارات ووعيد بالأخذ بالثأر وتهجير من المنازل. كلّ ذلك حصل فعلاً في البداوي وذلك على خلفيّة "مزحة طفلَين" دخلا إلى محلٍّ خاص بالألعاب الالكترونيّة!

هي ليست رمّانة ولكن قلوب مليانة. القاطنون في البداوي يعلمون أنّ خلافات آل الحسن وآل شحادة تكاد تكون أسبوعيّة بسبب المياه والكهرباء... على اعتبار أنّ آل الحسن وهم 9 أشقاء يسكنون في مبنى يبعد عن المبنى المؤلّف من طبقتَين حيث يسكن الأشقاء الـ6 من آل شحادة، حوالي الـ8 أمتار.

منذ ثلاثة أيّام دخل ابنا و. شحادة (5 و7 سنوات) إلى محل خاص بالألعاب الالكترونيّة يعود لآل الحسن، ليلتقيا داخله طفلاً من آل الحسن لا يتعدّى عمره 5 سنوات. فما كان منهما إلّا أنّ نادياه "طمزي" بدلاً من رمزي.

كاد الموضوع أن ينتهي هنا لو لم يقم الطّفل بإخبار والده بالموضوع الذي سارع وشقيقه إلى التحدّث مع والد الطّفلين، ليحصل تلاسن انتهى على الفور.

هكذا انتقل الخبر من البداوي إلى خارجه وتحديداً إلى عمّ الطّفل الذي توجّه إلى منزل آل شحادة فور عودته من العمل، حيث كان يجلس عدد منهم ويقومون بأكل الفواكه عند المدخل. تسارعت الأحداث وحصل تضارب بين الطرفين بالعصي، حتّى أنهاه ا. شحادة حينما استلّ السكين الذي كان يقشّر فيه الفواكه وطعن به ع. الحسن فأصاب قلبه.

بقي ع. الحسن (38 عاماً) حيّاً، مطالباً بنقله إلى المستشفى "لأني حاسس حالي عم موت"، قبل أن يفارق "العريس" الذي حُدِّد موعدُ زفافه بعد أسابيع قليلة، الحياة.

سمع آل شحادة بالموضوع ففرّ القاتل ومعه بعض أشقائه وبقي اثنان منهم داخل المبنى، فيما قام بعض الأشخاص من آل الحسن بإطلاق النّار على سيارات آل شحادة بسلاح من نوع "كلاشنكوف" وتكسير وحرق 4 سيّارات، مصرين على الدّخول إلى المبنى العائد لآل شحادة بغية حرقه بمن فيه، ليتدخّل الجيش الذي قام بتطويق المبنى من الجهات الأربع.

منذ يومين دفن آل الحسن شقيقهم في بلدة شيخ زناد في عكّار. وبرغم ذلك، رفضوا تقبّل التعازي بالضحيّة متوعّدين آل شحادة بأخذ الثأر عبر إحراق المبنى العائد لهم في البداوي وقتل واحد منهم، ما دفع بآل الحسن إلى ترك منازلهم والتواري في مكان مجهول.

أمس، تجدّد الإشكال حين مرّ شاب سوريّ من آل كاج في المحلّة، حيث قام بعض الأشخاص من آل الحسن بضربه قبل أن ينقل إلى "مستشفى مظلوم". كلّ ذنبه أنّه تدخّل بالإشكال وردّ القتيل ع. الحسن لعدم ضرب القاتل إ. ش قبل حصول الجريمة!

بحالٍ من الإرباك تعيش البداوي التي يبدو أنّها تحضّر نفسها لاستقبال قتيل جديد أو مصيبة جديدة. بينما يبذل الجيش أقصى جهده كي لا تتجدّد الأمور.

(السفير)