تسعى جهات سياسية و"مليشياوية" عراقية إلى تشييع محافظة الأنبار، غربي العراق، التي تعتبر واحدة من أبرز المناطق المعروفة بكونها ذات غالبية سكانية "سنيّة".

وكشف مصدر سياسي، طلب إخفاء هويته، لـ"الخليج أونلاين" عن وجود مباحثات شديدة التكتم والسرّية بين ممثلين لزعماء كتل سياسية، ورؤساء عشائر، ووجهاء من السُّنّة، وأحزاب شيعية؛ بشأن بناء عدد من المساجد الشيعية في مدن بمحافظة الأنبار، من أهمها مدينة الفلوجة.

وقال المصدر: "تتواصل اجتماعات تعقد بين كبار الشخصيات السنيّة والشيعية لبناء حسينية (مسجد شيعي) في مدينة الفلوجة، تحمل اسم مصطفى العذاري، الذي أعدمه تنظيم الدولة في المدينة".

يشار إلى أن تنظيم "الدولة" أقدم في مايو/أيار من العام الماضي على إعدام الجندي في الجيش العراقي مصطفى العذراي، وتعليق جثته على جسر في منطقة حي الخضراء بالقرب من مركز الفلوجة بعد أسره.

وكانت الحكومة العراقية أعلنت في يونيو/حزيران 2016، تحرير الفلوجة بالكامل من سيطرة تنظيم "الدولة"، الذي كان فرض سيطرته على المدينة لأكثر من عامين.

المصدر أكد أيضاً أن الجهات التي تحدث عنها تسعى كذلك إلى بناء حسينية أخرى في مدينة الرمادي (مركز محافظة الأنبار)، التي استعادت القوات العراقية السيطرة عليها مطلع العام الحالي.

وأشار إلى أن "بقاء مليشيات الحشد الشعبي في الفلوجة، ومسكها للملف الأمني، من ضمن الأولويات التي تُبحث على طاولة الساسة المعنيين في العراق".

وأضاف: "هناك مخطط لتشييع عدد من المحافظات والمدن السنية، ومن أبرز تلك المدن هي الفلوجة"، مستطرداً بالقول: "بناء مساجد وحسينيات شيعية تمارس فيها عادات وطقوس الشيعة في مدينة الفلوجة يعد هدفاً مهماً لدى الأحزاب والمليشيات الشيعية".

يذكر أن مليشيا الحشد الشعبي التي تسيطر على مدينة الفلوجة، تشكلت في 14 يونيو/حزيران 2014، من المتطوعين الشيعة للقتال كقوة رديفة للقوات الأمنية، وذلك بفتوى من المرجع الشيعي علي السيستاني؛ لمقاتلة تنظيم "الدولة"، الذي فرض سيطرته على مناطق واسعة من البلاد حينها.

وانضمت جميع المليشيات، من بينها مليشيات متهمة بارتكاب فظائع وأعمال عنف طائفي، ضمن قوات الحشد الشعبي، التي تحولت مؤخراً إلى هيئة معترف بها من قبل الحكومة العراقية.


الخليج أونلاين