علِّقوها... علِّقوا جلسات الحوار على حبال أهوائكم...

وعلِّقوا سلَّة الثمار ربطةَ عنقٍ في رقابكم...

وعلى صنوبر بيروت:

علِّقوا الحكومة وأذنابها...

والسلطة الشرعية ونوابها...

وعلِّقوا لبنان على خشبة...

وعلِّقوا ما شئتم أن تعلِّقوا... فلن تعلِّقوا...

متى كنا نعلِّق عليكم أملاً، ونعلِّق عليكم مستقبلاً، ونعلِّق مصير وطنٍ حرٍّ، وحماية مجتمع ملهوف...

كلّ ما علقناه عليكم سقط، ولم يبقَ إلاَّ أنْ تسقطوا لينهض.

ألستم أنتم الذين علَّقتم رئاسة الجمهورية بأجنحة الجنّ، ورحتم تتقاذفونها كالكرة الطائرة، حتى تكاد أن تطير؟

أنتم، تتبنون المرشحين، تعلنون أسماءهم، وبالطباشير تكتبون الأسماء على اللوح الأسود لتُمْحى...

معكم... لا تزال مسرحية الإِحراج والإِخراج تطرح السؤال: ما إذا كان حزب الله يريد العماد ميشال عون رئيساً أو مرشحاً؟

وما إذا كان تيار المستقبل يريد النائب سليمان فرنجية رئيساً، أو مرشحاً مفروضاً في وجه مرشح مرفوض؟

وما إذا كان حزب القوات يريد العماد عون رئيساً أو إسماً يمحو إسماً آخر؟

هؤلاء هم اللاعبون فإنْ أحرجتموهم، فلن تخرجوهم... كلٌ أعدَّ إخراجاً للإحراج.

إذا أُحرج حزب الله بالعماد عون، يطرح السلَّة، وفي السلَّة خليط من الفاكهة الملّونة بما فيها «الدرّاق»، والدرّاق كما قيل: كان يُستعمل عند قدماء الفرس لتسميم رؤوس الحراب.

وإذا أحرجتم تيار المستقبل بوصول النائب سليمان فرنجية، فلن تخرجوه إنه في المقابل يكسب انقسام قوى الثامن من آذار الى جبهتين متواجهتين محلياً، وربما إقليمياً.

وإذا أُحرج حزب القوات بوصول العماد عون، فقد يحقق في المقابل وراثتين إثنتين: وراثة المعادلة القائلة بحق الترشيح الرئاسي المقدَّس لمن يمتلك الطاقة المارونية الأقوى حزبياً أو شعبياً.

ووراثة القواعد الحزبية التي لم يحقق الإتفاق من فوق، إبراءَ كلِّ الجروح التي سببتها حرب الإلغاء، فضلاً عن اصطياد العناصر المنفلتة من سائر الأحزاب المارونية الأخرى.

نعم، مع كل ذلك، علِّقوا ما شئتم أن تعلِّقوا... علقوا طاولة الحوار، والتهموا كل طاولات المآدب، في الدولة والجمهورية والوطن والشعب، فهو وطن وُجِد ليبقى، لأن الذين ما زالوا يموتون من أجله يرفضون أن يموتوا على يده، مهما كانت «الظلمات بعضها فوق بعض»، على ما يقول القرآن...
ومهما كانت السياسة التي يصفها الشاعر نزار قباني بالقول:

وأقولُ إنَّ عفافَنا عهرٌ وتقوانا قذاره

وأقول إن نضالَنا كذبٌ وأنْ لا فرقَ ما بين السياسةِ والدعاره.

 

جوزف الهاشم