تستعد أندية كرة القدم اللبنانية للموسم الجديد، الذي ينطلق غداً، حيث إنّ الجميع عمل على تدعيم صفوفه بلاعبين جُدد، والظاهر أنّ المنافسة ستكون محتدمة ونارية. وبعدما تمكّن نادي الراسينغ من خطف كأس التحدي بعد صيامه لسنوات عن إحراز أي لقب، أكد قائد الفريق سيرج سعيد، في حديثه لـ»الجمهورية»، أنّ النادي البيروتي جاهز لخوض غمار هذه البطولة الطويلة، وسيكون من الفرق المقدّمة والمنافسة على اللقب.تطرّق القائد سيرج سعيد في حديثه إلى تحضيرات النادي البيروتي قبل انطلاق الدوري، قائلاً في هذا الصدد: «التحضيرات مكثفة وجدية على أكمل وجه، أكان من قبل الإدارة أو الجهاز الفني أو اللاعبين. والأكيد أنّ النادي من خلال عمله هذا يطمح الى تحقيق نتائج جيّدة والمنافسة على المراكز الأولى هذا الموسم، أي أن نخرج ضمن فرَق النخبة».

المعنويات مرتفعة

وبعدما فاز الراسينغ بكأس التحدي أخيراً للمرّة الأولى في تاريخه بعد فوزه المدوّي على السلام زغرتا 5-1 في المباراة النهائية، يبدو أنّ الرسالة كانت قوية وواضحة لبقية الفرق، وأشار سعيد في هذا السياق إلى أنّ «هذا الفوز أعطى اللاعبين حافزاً معنوياً كبيراً، وقد أثبتنا لكل الفرق أننا لا نزال حاضرين على الساحة، وأنه لدينا دور هام في البطولة».

وفي سؤال عمّا إذا كان الراسينغ قادراً على إثبات حضوره في ظل تراجع مستوى الصفاء بطل الدوري الموسم المنصرم، أجاب: «في كرة القدم لا يمكننا الحكم على النتائج قبل خوض المباراة، لأنّ الفرق متقاربة المستوى، فبإمكان أي فريق متواضع أن يهزم فريقاً كبيراً. الموسم طويل وسنركز على كل مباراة وبشكل أكبر على اللقاءات الصعبة لكي نستطيع تخطي الأندية المنافسة».

ورأى سعيد أنّ الدوري هذا الموسم «سيكون جميلاً»، مُضيفاً: «الكثير من الفرَق عملت على تدعيم صفوفها جيّداً، وأعتقد أنّ المنافسة ستكون أقوى من السنوات الفائتة، حيث اننا لن نشاهد دوري محسوماً في بداية البطولة».
                                     
للاعتماد على العناصر الشابة

وفي ما خصّ تركيز الأندية على اللاعبين الأجانب وعدم اعتمادهم على العناصر الشابّة، أردف سعيد: «هذه مشكلة كبيرة في لبنان، الأندية تبحث دائماً عن اللاعب الحاضر بدنياً للاعتماد عليه خلال الموسم، إضافةً إلى أننا نعاني نقص لاعبين في أكاديميات الأندية، حيث إنهم غير جاهزين للعب طيلة الموسم الطويل.

لذا، يتحتّم على الفرق اللجوء إلى لاعبين معروفين وجاهزين لخوض المباريات بشكل متواصل، لكن لا بد أيضاً من الإعتماد على العناصر الشابّة، إذ إنّ على كل نادٍ الإهتمام بأكاديميته وتشجيع لاعبيه لكي يكونوا ركيزة الفريق مستقبلاً».

ولفت سعيد إلى أنّ «المدرّب اللبناني أفضل من نظيره الأجنبي كونه يعرف جيّداً عقلية اللبناني وبإمكانه التعامل معه بشكل أسهل، بينما يأتي المدرّب الأجنبي لتطبيق ما اكتسبه من الخارج ولا يأخذ ظروف اللاعب الصعبة بعين الاعتبار».

غياب الإحتراف مشكلة!

والجدير ذكره أنّ سيرج سعيد لم يخض أيّ مباراة مع المنتخب الوطني في مبارياته الأخيرة، وأكد أنّ غيابه هذا كان بسبب عمله إلى جانب كرة القدم، متابعاً: «في الفترة الأخيرة خاض المنتخب معسكراً تدريبياً قبل المباريات ولم يكن بإمكاني الالتحاق به كوني أعمل إلى جانب كرة القدم، وفضّلت أيضاً البقاء والتركيز فقط مع الراسينغ».

وشدّد سعيد على أنّ «غياب الإحتراف في لبنان مشكلة لمستقبل اللعبة، وهو الذي يؤدّي بالمنتخب إلى هذه النتائج السلبية».

وواصل: «لا شيء يدلّ على أنّ كرة القدم لدينا ستتطوّر في السنوات القليلة المقبلة، الأمور لا تزال على حالها، ولا أحد يعمل على تطوير اللعبة إن كان من ناحية مستواها أو الملاعب أو قانون الاحتراف...».

وختم سعيد كلامه واعداً جمهور الراسينغ بـ«تحقيق نتائج جيّدة هذا الموسم والمنافسة على لقب البطولة، إذ إنه لدينا الإمكانيات اللازمة لإنجاز هذا الأمر، لكن ما نريده فقط هو دعمهم المستمر لنا».