عرضت «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة رؤيتها للحل السياسي في سورية على وزراء خارجية «النواة الصلبة» في مجموعة «أصدقاء سورية» في مقر وزارة الخارجية البريطانية أمس، وتتضمن الرؤية تشكيل هيئة انتقالية من ممثلي النظام والمعارضة وتتطلب «رحيل (الرئيس) بشار الأسد وزمرته» مع ضمان استمرار مؤسسات الدولة وعدم تكرار تجربتي اليمن والعراق بعد بقاء الرئيس علي عبدالله صالح ورئيس الوزراء نوري المالكي. وأكد حجاب الحرص على عدم تفكك الجيش السوري لتجنب ما حصل في العراق وليبيا.
ويعقد في جنيف اليوم لقاء بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف بمشاركة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لبحث هدنة في حلب وإيصال المساعدات إليها وإمكانات التعاون العسكري الأميركي- الروسي، وسط أنباء عن تجديد طيران النظام قصف حلب بالغاز أمس.
وكان المنسق العام لـ «الهيئة التفاوضية» رياض حجاب قدم صباح أمس رؤية المعارضة للحل السياسي في مقر «مركز الدراسات الاستراتيجية» في لندن. وتضمنت الرؤية مرحلة تفاوضية من ستة أشهر تبدأ بوقف للنار لا يشمل محاربة الإرهاب، وصولاً إلى مرحلة تفاوضية من ١٨ شهراً تبدأ بـ «رحيل» الرئيس الأسد و «زمرته» وتحافظ على مؤسسات الدولة والعاملين فيها «لأن كثيرين منهم غير راضين عن الحل العسكري».
وكرر حجاب أكثر من مرة، أن هذه الرؤية «دينامية» وأن المعارضة ستقبل الاتفاق الذي يتوصل إليه وفدا الحكومة والمعارضة خلال المفاوضات للوصول إلى تشكيل هيئة من الطرفين والمستقلين من دون أن يعني هذا «محاصصة سياسية أو طائفية»، إضافة إلى ضم جميع العاملين في الحكومة والجيش ومؤسسات الدولة «عدا من ارتكبوا جرائم حرب». كما كان لافتاً أن الرؤية تضمنت أن المرحلة التفاوضية تمتد ستة أشهر من لحظة بدء المفاوضات وليس من الآن، ما يعني القناعة باستمرار الوضع على ما هو عليه إلى ما بعد الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وبعدما التقى ممثلو «النواة الصلبة» في «أصدقاء سورية» ظهراً، عرض وفد «الهيئة» ملخصاً للرؤية على وزراء خارجية «أصدقاء سورية» للحصول على دعمهم لها. وعبر حجاب عن «العتب الشديد على إدارة الرئيس باراك أوباما لأنها لم تأخذ قرارات حاسمة»، وأعرب عن الأمل في «أن تكون الإدارة الأميركية المقبلة جادة في إيجاد حل». وأضاف أن أي تفاهم أميركي- روسي «لا بد أن يلبي طموحات الشعب السوري». وأعلن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون «ترحيبه» بالرؤية، مشدداً أن على الأسد الرحيل.
وبعد مشاركته تلفزيونياً في مؤتمر لندن، يغادر كيري إلى جنيف للقاء لافروف لبحث هدنة في حلب وإيصال مساعدات عبر الحدود التركية. وقال مسؤول غربي إن «الجانب الاميركي متمسك بهدنة تشمل شمال حلب وجنوبها بما فيها طريقا الكاستيلو والراموسة، في حين تريد موسكو وقفاً للنار شمال حلب فقط». وأضاف أنه في حال نجاح الهدنة، سيبدأ تنفيذها الإثنين أول أيام عيد الأضحى. وألغى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا مشاركته في الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة اليوم، كي يحضر لقاء كيري - لافروف. كما تعقد مجموعتا العمل المتعلقتان بالمساعدات الإنسانية ووقف العمليات القتالية اجتماعين برئاسة أميركية - روسية في جنيف اليوم.
في نيويورك، تجاوز ديبلوماسي غربي في مجلس الأمن قيود اللغة الديبلوماسية الهادئة وأعرب عن سخط وإحباط أوروبيين حيال ضعف السياسة الأميركية وعدم جدواها في ملف الأزمة السورية، «رغم الضجيج الإيجابي» الذي يواصل كيري «إثارته» حيال إمكان التوصل الى نتيجة إيجابية مع روسيا. وقال الديبلوماسي الذي تقف بلاده وراء الولايات المتحدة في الأزمة السورية، إن «الأوروبيين مصابون بحالة إحباط» من سياسة واشنطن، وسيطرة روسيا على زمام إدارة الأزمة السورية، معتبراً أن الأوروبيين «أعطوا المسار الأميركي- الروسي الكثير من الوقت خلال السنوات الماضية، وانظروا ما هي النتيجة الآن»، محذراً من أن المسار الحالي «سيؤدي الى المزيد من تفكك سورية وضعف الدولة فيها، والمزيد من القتلى السوريين بشكل مضطرد».
وأشار إلى أن مجلس الأمن سيعقد «قمة» حول الأزمة السورية في ٢١ الشهر الحالي «بمبادرة من نيوزلندا» التي تترأس المجلس الشهر الحالي «لكن الولايات المتحدة لم تعلن بعد ما إذا كان أوباما سيشارك فيها أم لا.
ميدانياً، قال ناشطون إن الطيران السوري عاود أمس قصف الحي الخاضع لسيطرة المعارضة في حلب ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص. وظهرت أمس مؤشرات جديدة إلى معركة وشيكة في محافظة حلب وسط أنباء عن حشود لميليشيات «حركة النجباء» العراقية التي تعمل بالتنسيق مع «الحرس الثوري» الإيراني استعداداً للمشاركة في هجوم يُتوقع أن تشنّه القوات النظامية ضد فصائل المعارضة في ريف المحافظة.