نظمت مديرية الشؤون الرعائية في جمعية المبرّات الخيرية الدورة المركزية السنوية لجهاز الإشراف الرعائي في المبرّات بعنوان "دورة المربّي المرحوم علي سرور"، وذلك برعاية سماحة العلامة السيد علي فضل الله.
شملت الدورة ورشاً تدريبية تربوية وأنشطة ترفيهية هدفت الى تعزيز أواصر التواصل بين العاملين وتبادل الخبرات والتاهيل والتمكين المستمر. 
افتتحت الدورة بكلمة توجيهية لسماحة العلّامة السيد علي فضل الله تحدّث فيها عن دور جمعية المبرّات الخيرية في بناء الإنسان، قائلاً:  "بالرغم من الظروف الصعبة نجد جموع المتخرجين الذين الآن بمواقع متقدمة في المجتمع سواء على مستوى العمل او الحضور او على المستوى الأخلاقي والإيماني، وهذا ما يقدّر لكل الذين ساهموا ببذل  الجهود المضنية والمتعبة."
وأضاف: "نحن نعرف مدى التعب الذي يبذل من قبل جهاز الإشراف الرعائي، هنا عمل لا يقدّر ببقية الأعمال ولا يقاس ببقية الأعمال". 
وأشار سماحته إلى "أن للعمل الرعائي خصوصيته، وهو من أهم الأعمال التي وفقنا الله سبحانه وتعالى لأن نكون فيها لأن هذا العمل فيه خدمة للأيتام والحالات الاجتماعية الصعبة، كما أنه يساهم في تعزيز تجربة كل شخص بهذه الحياه ومعرفته بأصناف الناس، وهذا العمل يتصف بالنوع الذي قام به الأنبياء والرسل ويقوم به العلماء، من تعليم وبناء، لذلك على الأنسان أن يشعر بالاعتزاز بموقعه".
ودعا سماحته لدخول العام الدراسي "بهمّة ونشاط واستعداد لتحمّل الأعباء"، مضيفاً: "عندما التقيت بالمتخرجين خلال شهر رمضان المبارك، صغاراً كانوا في المؤسسات الرعائية وأصبحوا الآن في مواقع متقدّمة في العمل، شعرت كم أن قيمة هذا العمل كبيرة عندما نعيش هذا الشعور وندخل بهذا الإحساس ونعيش هذه القيمة داخل أنفسنا".
وقال: "ما نحتاج إليه في هذا المرحلة هو موضوع القيم، فمؤسساتنا مؤسسات المحبة والرحمة والانفتاح والأخلاق والدين وعلينا أن نكون حريصين على تثبيتها، ونحن بحاجة إلى أن نستحضر هذه القيم وأن نحملها ونعيشها".
وتحدّث عن مناقبيّة المربّي علي سرور فقال: "لا بدّ لي أن استذكر الحاج علي سرور الذي يمثل صوره نموذجية عن مستوى المحبة التي كان يعيشها مع الأبناء والزملاء، والأبوّة التي كان يشعر بها، وعلينا تحسّس الأثر الذي تركه الحاج علي سرور في قلوب الجيل الذي رباه  فترة طويلة".
إلى ذلك شمل اليوم التدريبي الورش التالية: 
- "التوقعات العالية ودورها في رفع معايير التفوق عند الأبناء" قدمتها المدرّبة الدكتورة ريماز حرز شارك فيها المعنيون عن رعاية الأبناء في المرحلة العمرية 13 سنة وما فوق، وتركزت على تعريف المتدربين بمفهوم التوقعات العالية لتلبية احتياجات الأبناء، وأهمية التوقعات العالية في الفصول الدراسية وتأثيرها على نواتج الأبناء، وتدريب المشاركين حول الاستراتيجيات الفعّاله لترسيخ ثقافة التوقعات العالية عند الأبناء. 
- "مهارات التربية المبدعة" قدمها المدرّب الأستاذ محمود غنوي، وشارك فيها المعنيون عن رعاية الأبناء في المرحلة العمرية 9-12 سنه، وتركزت على: ماهية التربية الإبداعية وعناصرها، وطرق تنمية القدرات الذهنية والعقلية من خلال الأنشطة، والتمييز بين نمط التربية الإبداعية وغيرها من أنماط التربية. كما تم تزويد المتدربين بتقنيات وقواعد عملية مهارية في التربية الإبداعية والتعرّف على الخلفية القيمية عن فكر المؤسسة والمؤسس في تعزيز التربية الإبداعية. 
- "كيفية تعزيز ثقافة حماية الجسد عند الأبناء" قدمتها المدرّبة الأستاذة هبه سبيتي وشارك فيها المعنيون عن رعاية الأبناء في المرحلة العمرية 6-9 سنوات، وتركزت حول: تعريف المتدربين على الخصائص العمرية وحاجات الأبناء في هذه المرحلة العمرية، وأهمية حماية الأطفال من التحرّش، والمؤشرات المقلقة التي تستدعي التنبه، وكيفية الإجابة على اسئلة الأطفال المحيّرة، فضلاً عن دور المشرف الرعائي وأساليب الوقاية المفترضة وإطار التدخل ومحاذيره.
- "حماية الأطفال من الإساءة" قدمتها المدرّبة الأستاذة سماح رمضان، شارك فيها المعنيون عن رعاية الأبناء في المرحلة العمرية من 4-6 سنوات، وتركزت على: معرفة الخصائص الجسدية والانفعالية للطفل في مرحلة الطفولة المبكرة، أنواع الإساءات التي قد يتعرض لها الأطفال، كيفية رصد تعرض الطفل للإساءة، وتدابير الوقاية وكيفية الإبلاغ عن الإساءة. 
أمّا في فترة بعد الظهر فقد توزّع المتدرّبون إلى مجموعتي عمل بعنوان "مشغل قيم"، المجموعة الأولى بإدارة الأستاذ حسن فضل الله والمجموعة الثانية بإدارة الأستاذ حسين الزين. وقد تناول التدريب: أهمية القيم الإسلامية في العمل الرعائي، القيم الأخلاقية التي يلزم استحضارها في العمل الرعائي، واستراتيجيات تحويل القيم إلى سلوك.
بعد ذلك توجّه المتدربون لقضاء يوم ترفيهي في مبرّة الخير في منطقة بنت جبيل، تخلّله زيارة لأماكن أثرية، ورحلة بحرية ومشي صباحي.