تشكلت قوات رديفة للجيش الرسمي في سوريا نتيجة لتفكك مؤسسات الدولة خلال الحرب المستمرة لأكثر من خمس سنوات، وكان أبرزها حزب الله السوري الذي خطط له ليلعب عدة أدوار في النواحي العسكرية والاجتماعية وحتى السياسية.

وأعلن الجنرال حسين همداني أحد قادة الحرس الثوري الإيراني في أكثر من مرة عن تأسيس إيران لحزب الله في سوريا على غرار تجربة حزب الله في لبنان.

وأشرفت قوات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني على تأسيس ميليشيا “المقاومة الإسلامية في سوريا” أو ما عرف لاحقا باسم “حزب الله السوري”، وذلك عبر التدريب والتمويل.

وزار مجموعة من اللبنانيين المقربين من حزب الله الرئيس السوري بشار الأسد في مايو 2013، ونقلوا عنه قوله إنه “لا بد أن نتحول إلى دولة مقاومة تشبه حزب الله من أجل سوريا والأجيال المقبلة”.

ويتكون حزب الله السوري من عدة فصائل أبرزها قوات الرضا التي يعود اسمها إلى علي الرضا الإمام الثامن عند الشيعة.

وتتكون هذه الميليشيا على أساس طائفي وتمتلك قدرات عسكرية أكبر من قدرات الجيش السوري نظرا لما تتمتع به من إمكانيات مالية تفوق ميزانية أي مؤسسة من مؤسسات الدولة السورية.

ويصف إبراهیم ملازاده، الخبير في الشؤون السورية، قوات الرضا بأنها أداة بيد حزب الله اللبناني وإيران يتخذانها مدخلا للتغلغل في المكون السوري خارج إدارة الدولة تماما كما يفعل حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق والحوثيون في اليمن.

وقال ملازاده في تصريح لـ”العرب” إن مثل هذه الميليشيات تجعل إيران وحزب لله لاعبين إقليميين مؤثرين، بالرغم من خسارتها لعدد كبير من عناصرها في الحرب السورية.


إبراهیم ملازاده: الحرس الإيراني يهيمن على العلويين بفصائل ترفع شعارات دينية
وأشار إلى أن الميليشيات المدعومة إيرانيا تظل قادرة على جذب المزيد من الشباب المؤدلج تحت تأثير المغريات المادية.

ورغم أن هذه الجماعات المسلحة تقول دائما إنها رديفة للقوات النظامية وتنشط تحت سقف الدولة السورية، إلا أن ملازاده يؤكد أنها باتت “دولة” داخل “الدولة السورية” الغائبة، وأن هذا يصب ضمن السياسة الإيرانية في المنطقة الهادفة إلى جعل الميليشيات أكثر تسليحا وقوة من القوات الحكومية كما هو الحال في لبنان والعراق والآن في سوريا.

ويضم حزب الله السوري كذلك لواء الإمام الباقر نسبة إلى الإمام الخامس عند الشيعة محمد الباقر.

ويجمع هذا الفصيل نسبة كبيرة من عشيرة البكارة الحلبية السنية التي تشيع أغلب شيوخها منذ تسعينات القرن الماضي.

واللافت أن هذا الفصيل لم يقتصر في نشاطه على العمل العسكري بل دخل العمل السياسي عبر ترشيح ممثل عنه في انتخابات البرلمان السوري.

وهناك فصيل آخر تحت مسمى “المقاومة الوطنية العقائدية” يعمل ضمن رؤية الزعيم الإيراني علي خامنئي لتصدير الثورة الإسلامية.

وتزين شعارات هذا الفصيل وأعلامه صور خامنئي وآية الله الخميني وحافظ الأسد وحسن نصرالله وصالح العلي الشخصية العلوية التي قاتلت الاحتلال الفرنسي.

وحاول هذا الفصيل البقاء بعيدا عن المناطق السنية كي لا ينخرط في الحرب مباشرة ويخسر قواته.

وتقول تقارير إن خسائر هذا الفصيل محدودة. ويكمن دوره في الهمينة على المناطق العلوية لتكون في نطاق النفوذ الإيراني.

ويركز لواء الإمام المهدي نشاطه على البعد الديني والمغريات المادية لتمكين حزب الله وإيران من فرض نفوذهما في المناطق التي مازالت تحت سيطرة النظام وتعد نسبيا بعيدة عن المعارك كالساحل السوري وحمص.

ويرى ملازاده أن إيران تحاول الهيمنة على الطائفة العلوية بمثل هذه الفصائل التي ترفع شعارات دينية وأيديولوجية وتقدم مزايا مادية لإغراء الشباب على الانخراط فيها.

صحيفة العرب