اتّخذ “التيار الوطني الحرّ” قرار التصعيد بمسارٍ متدرّج بدأ بالحكومة ووصل الاثنين الى الحوار الوطني ولا نعلم حتى الان سقفه. فبعد مقاطعته جلسة مجلس الوزراء الاسبوع الماضي “كرسالة تحذيرية” كما قال رئيسه وزير الخارجية جبران باسيل احتجاجاً على سلوك حكومة “المصلحة الوطنية” طريق التمديد بدل التعيين في المراكز الامنية الشاغرة وابرزها قيادة الجيش التي تنتهي مدة ولايتها الثانية والممددة اواخر الجاري، انتقلت عدوى “المقاطعة والتعطيل” الى الحوار الوطني على خلفية “النغمة القديمة-الجديدة” الميثاقية وحقوق المسيحيين لتنضم بعد قرار تعليق الجلسات الى قافلة “الشلل” التي تسير بسرعة انتشار النار في الهشيم في جسم الدولة المقطوعة الرأس.فهل التصعيد البرتقالي يُنذر بأن الساحة الداخلية مُقبلة على مزيد من التشنّج والجدل البيزنطي كما توقّع الاثنين رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية بعد خروجه من جلسة الحوار؟ وهل يعوَّل على دور “بنّاء” لحزب الله في تلطيف الاجواء بين “حليفيه” بعد المبارزة الكلامية بين باسيل وفرنجية الاثنين لتجنيب البلاد ازمات جديدة قد يتوّج بلقاء يجمع امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله برئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون، او لقاء نصرالله- فرنجية او حتى لقاء موحّد يجمع الثلاثة؟وبانتظار المقبل من الايام ونتائج الاتصالات التي بدأت على اكثر من خط لتذليل العقبات والالغام المزروعة على طريق الحكومة والحوار الوطني، شدد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش عبر “المركزية” على ان “معالجة اسباب تعليق الحوار الوطني من مسؤولية القوى السياسية كافة وليس فقط “حزب الله”، فلا احد يرمي الكرة في ملعبنا وحدنا، معتبراً ان “لا يجوز توقيف الحوار”.وقال “اي دور نجد فيه امكانية لمعالجة اسباب تعليق الحوار سنؤدّيه، لكن هذا الامر لا يتوقّف علينا فقط، فهناك قوى سياسية معنية “مباشرة” بالمعالجة وعليها القيام بذلك عبر فتح قنوات الحوار والبحث عن مخارج كي لا يغرق البلد في ازمة جديدة”.واعلن فنيش ان “حزب الله” حتى الان سيُشارك في جلسة الحكومة المُقررة بعد غدٍ الخميس”.