يَجزم قياديّ قريب من "تيار المستقبل"، بكلّ ثقة، أنّ الانتخابات الرئاسية ستُنجَز في الجلسة الخامسة والأربعين، وأنّ العماد ميشال عون سيكون رئيساً للجمهورية.

ويضيف أنّ الاتّصالات متواصلة بجدّية في هذا الإطار، والجديد أنّ تركيا دخلت على خط التفاوض مع إيران من أجل إتمام الاستحقاق الرئاسي في لبنان، وأنّ مسألة الاتّفاق على الحكومة المقبلة (قبل الانتخاب) هي التي تأخذ بعض الوقت للتفاهم، منعاً للوقوع في مطبّ تعطيل التشكيل لاحقاً.
هل هذا الرهان في محلّه حقيقةً؟ وما هي المعطيات المتوافرة محلياً وإقليمياً ودولياً في هذا الشأن؟

يجيب مرجع سياسي أن لا شيء يدلّ على أنّ البلد يسير في هذا الاتّجاه فعلاً، استناداً إلى جملةٍ مِن المؤشرات والمعطيات، أبرزُها:

أوّلاً: على الصعيد المحلي

تعطيل الحوار الوطني وتفاقُم الاشتباك السياسي. وتكفي مراقبة مواقف الرئيس نبيه بري الذي يملك مفاتيح مجلس النواب، وهو أوّل المعنيين بالطبخة في حال وجودها.

فلا خطابه في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر، ولا مواقفه في الحوار أمس، تشي بمِثل هذه المناخات في البلد. ولو فعلاً كانت هناك فرصة حقيقية لانتخاب عون، أما كان بري على علمٍ بها؟ وهل كان ليتصدّى للوزير جبران باسيل قبل شهر من انتخاب عمِّه؟
واذا لم يلتقط رادار بري كلمة السرّ الرئاسية، فمَن يلتقطها؟

ثانياً: على الصعيد الإقليمي

يجزم معنيّون أساسيون بالاستحقاق أنّه من المستحيل السماح لتركيا أن تلعب أيّ دور على الساحة اللبنانية عموماً، وفي الانتخابات الرئاسية خصوصاً، وبالتالي لا وساطة تركيّة ولا يمكن لـ"حزب الله" أن يقبل بها حتى من أجل انتخاب عون.

ولا يُحمِّل المعنيون زيارةَ الرئيس سعد الحريري الأخيرة إلى تركيا أكثرَ ممّا تتحمل، خصوصاً وأنّ العلاقات بين أنقرة والرياض ليست في أحسن أحوالها. كما أنّ السعودية لن تسمح بأيّ دور لتركيا، وبالتالي لن يغامر الحريري في الذهاب بعيداً مع الأتراك وإغضابِ المملكة في هذه الفترة بالذات. أضِف إلى كلّ ذلك أنّ الملف اللبناني لا يعني أردوغان كثيراً.

ثالثاً: على الصعيد الدولي

لم يُبدِ وكيل وزارة الخارجية الأميركية توماس شانون خلال زيارته بيروت الأسبوع الماضي أيّ إشارة أو تلميح عن أيّ استعداد أميركي للتدخّل في الاستحقاق الرئاسي اللبناني، مُشدّداً على وجوب معالجته لبنانياً.

إنّ الأسباب والذرائع التي عطّلت انتخابَ رئيس للجمهورية منذ أكثر من سنتين لم تتغيّر، والأولوية الدولية والإقليمية لم تزل في سوريا والعراق واليمن وليبيا، والاشتباك لم يتراجع، وإنّما يزداد تصعيداً وشراسة. ولا يبدو أنّ زمن المفاجآت قريب.

 

جورج سولاج | الجمهورية