أكد وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور أن "رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري هو حاجة وطنية لكل اللبنانيين، حتى للذين ينظرون اليه بعين الخصومة السياسية، لأننا نرى ما نرى من مخاطر ونبصر ما نبصر من أنواء تحيط بنا، ووجه دعوة باسم "اللقاء الديمقراطي" الى بعض المكونات السياسية الاساسية في الحكومة وتحديدا في "التيار الوطني الحر" بالعودة عن الموقف الذي تم اتخاذه في مقاطعة عمل مجلس الوزراء لتبقى هذه المؤسسة هي الحصن الأخير من المؤسسات الدستورية التي تنبض حماية للوطن والمواطن".
وفي كلمة له خلال رعايته حفل تكريم خريجي شهادة الثانوية العامة في ثانوية المنارة الرسمية اقيم في باحتها في البقاع الغربي ، أوضح أبو فاعور أنه "لو كنا دولة لانتخبنا رئيسا للجمهورية وفعّلنا عمل مجلسي الوزراء والنواب، ولو كانت هذه الدولة دولة لانجزنا كل الاستحقاقات، ووقفنا الى جانب التعليم الرسمي، ولكن للاسف، نحن لسنا دولة، ومآلنا هو مآل المركب الذي يتحدث عنه ناظم حكمت في احدى رواياته" الحياة جميلة يا صاحبي" ، هذا المركب بمئة سارية وبمئة شراع، وكل شراع يفتح صدره للريح، وكل ريح تهب من ناحية، وتريد ان تقود هذا الوطن الى جهتها، فلن ينتهي الا مسمرا في البحر او غريقا في قعره، وهي دعوة نطلقها اليوم باسم "اللقاء الديمقراطي" الى بعض المكونات السياسية الاساسية في الحكومة، وتحديدا في "التيار الوطني الحر"، بالعودة عن الموقف الذي تم اتخاذه في مقاطعة عمل مجلس الوزراء".
ولفت الى أن "هذه الحكومة ليس بيننا من هو مفتتن بها، ولا من هو مأخوذ بنجاحاتها، ورئيس هذه الحكومة بات كالجالس فوق كومة من الشوك ولا يجلس الا بحكم المسؤولية الوطنية وربما نتشارك مع "التيار الوطني الحر" في كثير من المنطلقات، وحتى في القضية المطروحة حاليا والتي هي محل الخلاف في التعيينات الامنية، ولكن للضرورة احكام، وبالنظر الى المخاطر المحيطة بنا نحن نأمل أن تكون عودة سريعة الى مجلس الوزراء، وإلى انتظام عمله لتبقى هذه المؤسسة هي الحصن الأخير من المؤسسات الدستورية التي تنبض حماية للوطن والمواطن".
وفي معرض رده عما يساق من أخبار عن الحريري، أشار أبو فاعور الى أنه "في هذه المنطقة وبعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة، ربما يكون الحريري مأزوما، وربما يكون يعاني من ضائقة مالية او سياسية او غيرها، بالنسبة إلينا نحن لا ننظر الى سعد الحريري من باب المال الذي يملكه، نحن ننظر من باب الشراكة والحاجة الوطنية الى الحريري، لذلك وبصراحة ان كان مأزوما او غير مأزوم ان كانت أموره متعثرة او غير متعثرة،  الحريري حاجة وطنية لكل اللبنانيين، حتى الذين ينظرون اليه بعين الخصومة السياسية".
وأوضح "انني اخترت ان اقول هذا الكلام في هذا المجتمع وفي هذا المحضر، وليس من حسابات سياسية ضيقة ولا مناطقية، بل من حسابات تنطلق من ضرورة الحفاظ على الاعتدال في هذا الوطن، لأننا نرى ما نرى من مخاطر، ونبصر ما نبصر من أنواء تحيط بنا، والذي لن يكون لهذا الوطن امكانية للخروج منها الا بالشراكة الوطنية. والشراكة الوطنية لا تستثني احدا فكيف، لا سمح الله، اذا ما استثنت عناوين الاعتدال في هذا الوطن".