يستقطب الدولار الأميركي الأضواء كعادته، ولقد شق طريقه بصعوبة نحو الارتفاع ليلامس مستويات متقدمة أمس ايضاً بعد الكلمة التي ألقتها جانيت يلين، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، في ندوة جاكسون هول السنوية في وايومينغ. وجاءت تحركات السوق أكثر أهمية وبروزاً ممّا تضمنته كلمتها.

فوجئت الاسواق بالعناء الذي تكبدته يلين في بداية كلمتها بطرح تعليقات عدة حول الوضع الحالي للاقتصاد الأميركي واحتمال إجراء مزيد من جولات رفع أسعار الفائدة، وسط التوقعات التي أشارت إلى أنّ كلمتها، التي حملت عنوان «تصميم أطر عمل مرنة للسياسة النقدية من أجل المستقبل»، قد تقتصر على التطرق لموقف السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي على المدى الطويل.

 

وبالتزامن مع كلمة يلين، عزّز الدولار الأميركي بداية من قوة العناوين الأساسية المتشددة قبل أن تضعف مرة أخرى نتيجة لتعليقاتها التي لم تكن بالحدة التي أوحَت بها تلك العناوين، فضلاً عن صعوبة استخلاص الاستنتاجات الرئيسية بسرعة من نقاشات السياسة على المدى الطويل.

وعادت أسعار الدولار الأميركي للارتفاع بشدة مجدداً لتصل إلى أقوى معدلاتها منذ أسبوعين تقريباً.

 

ويرجع الفضل الأكبر في هذا الارتفاع إلى ستانلي فيشر، نائب رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي أشار في مقابلة معه يوم الجمعة إلى أنّ ملاحظات يلين تقترح إجراء جولتين على الأقل من رفع أسعار الفائدة هذا العام في حال كانت البيانات الاقتصادية الأميركية القادمة قوية بما فيه الكفاية.