اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن قيام إيران باعتقال أحد أعضاء وفدها المشارك في المفاوضات مع الغرب، خلال العام الماضي، يمثل إحباطاً من طرف طهران حيال الاتفاق النووي الذي وقعته مع الغرب، والتي كانت تأمل أن يسهم في دفع العجلة الاقتصادية للبلاد كما وعدت القيادة الإيرانية شعبها.


حيث اتهمت طهران، في أكثر من مناسبة، الولايات المتحدة الأميركية بأنها تمثل عائقاً أمام تحقيق إيران المكاسب الاقتصادية التي كانت ترجوها من هذا الاتفاق.

وكانت وسائل إعلام إيرانية قد أعلنت عن اعتقال أحد أعضاء وفد إيران المفاوض حول النووي، بتهمة التعاون مع قوى خارجية، والتجسس على برنامج إيران النووي، قبل أن يتم الإفراج عنه بكفالة.

وعلى الرغم من أن الاتفاق النووي مع الغرب دخل حيز التنفيذ في كانون الثاني الماضي، إلا أن إيران ما تزال تواجه عقبات هائلة في جذب الاستثمارات الجديدة، وأيضاً نقل الأموال الخاصة من خلال النظام المالي العالمي، فالمصارف الأميركية ما تزال تحتجز الأموال الإيرانية بسبب العقوبات ذات الصلة بأنشطة غير نووية تفرضها الولايات المتحدة.

وكانت تقارير إخبارية إيرانية أعلنت، الأسبوع الماضي، عن قيام السلطات الإيرانية باعتقال عبد الرسول دري أصفهاني، أحد أعضاء وفد إيران المفاوض، والذي يحمل جنسيتين إيرانية وكندية، للاشتباه بالتجسس.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية عن المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران، غلام حسين محسني، تأكيده اعتقال "أحد أعضاء وفد التفاوض بتهم التجسس، ولعدم كفاية الأدلة تم الإفراج عنه".

ولم يصدر من الحكومة الكندية أي تعليق حول مصير أصفهاني الذي يحمل الجنسية الكندية بالإضافة إلى جنسيته الإيرانية.

ويرى كليف كوبشان، رئيس مجموعة أوراسيا لاستشارات المخاطر السياسية في واشنطن، أن المرشد الأعلى في إيران غير راضٍ عن الوتيرة البطيئة التي تنفذ بها صفقة النووي.

وفي تموز الماضي اعتقلت السلطات الإيرانية عالمة الاجتماع الإيرانية التي تحمل الجنسية الكندية، حوها هادفور، التي تدرس دور المرأة في المجتمعات الإسلامية، دون أن تعلن طهران سبباً للاعتقال.

وقبل ثلاثة أسابيع أعلنت السلطات الإيرانية اعتقال عالم إيراني نووي بعد عودته من الولايات المتحدة الأميركية؛ بتهمة تسريب معلومات حول النووي الإيراني إلى السي أي أيه خلال زيارته أمريكا.

في هذه الأثناء، قامت زوارق إيرانية الأسبوع الماضي بمضايقة سفن حربية أميركية في مياه الخليج العربي، حيث اعتبرت واشنطن أن هذه العملية تعد إجراءً خطيراً وغير قانوني.

المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، الذي أيد الاتفاق، ندد في وقت سابق بما وصفه النفاق الأميركي في المفاوضات وما تبعها. وانتقد خامئني الولايات المتحدة الأميركية لمعارضتها شراء إيران لنظام دفاع صاروخي روسي الصنع.

("نيويورك تايمز" ـ الخليج اونلاين)