لن يبذل تيار "المستقبل" كما تقول مصادر بارزة فيه جهداً للتدقيق في فحوى الموقف الذي أطلقه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطابه بمناسبة الذكرى العاشرة لانتصار المقاومة في حرب تموز 2006، وتحديداً في إشارته غير المباشرة إلى الرئيس سعد الحريري من أنه سيكون منفتحاً وإيجابياً حيال ما يتعلق برئاسة الحكومة، ولن نصعّب الأمور بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. وتعزو المصادر السبب إلى أنه أراد أن يبيعه مواقف مجانية من كيسه تفتقد إلى ضمانات ولا تصرف في مكان، لأن المقرر الوحيد في موضوع الرئاسة الثالثة هو البرلمان، هذا إذا أراد الحريري الترشح إلى المنصب.

وقالت المصادر نفسها إن السيد نصرالله، بموقفه من رئاسة الحكومة، أراد أن يختزل الكتل النيابية وينوب عنها في اتخاذ القرار، ولا يأبه للآلية الدستورية التي هي بمثابة خريطة طريق لتسمية رئيس الحكومة وتشكيل الوزارة.

لماذا لا يتوجه إلى الحلفاء؟
واعتبرت أن خطوة نصرالله في اتجاه الحريري ليست أكثر من توجيه رسالة مجانية له غير قابلة للصرف ولا للتسويق، فيما سألت المصادر في «المستقبل» عن الأسباب التي تمنع الأول من التوجه إلى حلفائه لإقناعهم بتأييد عون للرئاسة بدلاً من التوجه إلى خصمه السياسي، أي الحريري؟

وتابعت: ما الذي يمنع نصرالله من الالتفات إلى حلفائه، وهل يريد «حزب الله» فعلاً إخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزم، أم أنه يريد الالتفاف على من يتهمه بتعطيل النصاب، بعدم تلبية دعوات الرئيس بري للنواب لانتخاب رئيس جديد؟ وإلا كيف يوفق الحزب بين تأييده عون ومقاطعته جلسات الانتخاب؟

وقالت المصادر إنها تتعامل مع «مبادرة» نصرالله على أنها مناورة معقدة وإعلامية وغير مضمونة النتائج ولن تساهم في تحريك المياه الراكدة في اتجاه الإسراع بانتخاب الرئيس. ورأت أن ما طرحه يدفع إلى استنتاج أن إيران ليست في وارد تسهيل انتخاب الرئيس حتى إشعار آخر.

وتابعت: لو أن إيران على استعداد للإفراج عن الاستحقاق الرئاسي، فهل هي لا تملك القدرة على التدخل لدى حلفائها لإقناعهم بجدوى دعم «حزب الله» لعون، وهذا ما يتناغم مع شعور الغالبية العظمى من اللبنانيين بأنها ليست مستعجلة، وهي لهذا السبب تلعب لعبة التلازم بين انتخاب الرئيس وبين إمكان استقرار التأزم الدموي في سورية على تسوية سياسية.

وأضافت المصادر السياسية المواكبة للعلاقة بين إيران و «حزب الله» الذي يمدد الشغور في الرئاسة الأولى، أن طهران ستبادر من خلال حلفائها إلى «استثمار» عدم تجاوب «المستقبل» مع خطوة نصرالله في تحميل المملكة العربية السعودية مسؤولية إعاقة انتخاب الرئيس.