وأخيراً، بعد طول انتظار، يوقع اليوم اتفاقٌ بين وزير الصحة وائل أبو فاعور وسفير دولة الإمارات العربية المتحدة في لبنان حمد سعيد الشامسي، في حضور رئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية أمين محمد الداعوق، للبدء بتشغيل مستشفى رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد في بلدة شبعا في قضاء حاصبيا.

وعلم أنه مضى على تعطيل تشغيل المستشفى سنوات، وكانت الجهود السياسية أفضت إلى رفع «الفيتو» الذي وضعه «حزب الله» على البدء بتشغيله بذريعة أن لديه مخاوف من ربطه بالنزاع الدائر في سوريا، واحتمال استقبال الجرحى من المعارضة فيها ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وصولاً الى تحويل المنطقة الى «عرسال ثانية».
كما علمت بأن البدء بتشغيله أُثير في أكثر من لقاء حواري بين تيار «المستقبل» و «حزب الله» برعاية مباشرة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ممثلاً بمعاونه السياسي الوزير علي حسن خليل.

كما أثاره رئيس الحكومة تمام سلام مع وزيري «حزب الله» محمد فنيش وحسين الحاج حسن على هامش اجتماعات مجلس الوزراء. إضافة إلى أن تشغيله كان الهمَّ الأول لرئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط، وأيضاً وزير الصحة وائل أبو فاعور في لقاءاتها مع قيادة الحزب. ناهيك عن الدور الضاغط للرئيس بري الذي لعب دوراً في الاتصالات التي أسفرت عن إطلاق الضوء الأخضر للبدء بتشغيله، إضافة الى الدور الذي لعبه قائد الجيش العماد جان قهوجي في توفير الضمانات الأمنية للحفاظ على استمرارية العمل في المستشفى، وأبرزها تكليف قوة من الجيش بتأمين الحراسة الدائمة له لمنع وصول الجرحى إليه من داخل الأراضي السورية.

حتى أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم قام بتحرك لدى قيادة حزب الله من أجل تسهيل عملية البدء بتشغيله.
بدوره، تولى السفير الشامسي مواكبة جميع الاتصالات، وأحياناً بعيداً من الأضواء، لأنه يرغب في تحييد كبرى المؤسسات الصحية والإنسانية في الجنوب عن التجاذبات السياسية، لأن لا طائفة للخدمات الصحية التي يقدمها، وبالتالي تشمل جميع الذين هم في حاجة الى العلاج.

كما أن «حزب الله» اقتنع في نهاية المطاف بأن لديه مصلحة في تشغيل المستشفى، خصوصاً وأن الكرة أصبحت في مرماه ولم يعد في وسعه سوى المساهمة في مهمة نزع «الألغام» السياسية التي تعترض البدء بتشغيله، إضافة إلى أن قيادته تعتبر أن الظروف التي أملت عليها التريث في موافقتها على تشغيله لم تعد قائمة وأن الوضع الميداني في المناطق السورية تبدّل، بذريعة ان النظام في سوريا تمكن من السيطرة عليه.

وقال السفير الشامسي إن «المستشفى في شبعا هو مشروع إنساني وصحي بامتياز، ونحن من جانبنا كدولة الإمارات العربية المتحدة، كنا نراهن على النيات الحسنة للأطراف السياسية التي دفعت في اتجاه تبديد كل الهواجس التي كانت تعترض تشغيله».

ولفت إلى أن دولة الإمارات برعاية مباشرة من رئيسها الشيخ خليفة بن زايد «حرصت منذ وضع المستشفى فور تجهيزه على أهبة الاستعداد لاستقبال المرضى، على توفير المال اللازم لصيانة معداته وغرف العمليات فيه وتأمين الحراسة له».

ورأى أن تكليف جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في لبنان بالإشراف على تشغيله وإدارته ينطلق من أن لديها خبرة في هذا المجال، وهي تدير المستشفى الذي يحمل اسمها في بيروت. وقال إن هذا المستشفى يُعتبر من أهم المستشفيات الموجودة في لبنان وهو يضم عدة عيادات مجهزة بأحدث المعدات الطبية وغرف عمليات جاهزة لاستقبال المرضى، ومبنى إدارياً وآخر سكنياً للأطباء والممرضين. وأن هناك لجنة عليا تتشكل منه ووزير الصحة ومدير مؤسسة رئيس الدولة خليفة بن زايد، محمد الخوري للإشراف على إدارته بالتنسيق مع جمعية المقاصد. إضافة الى وجود سلطة مشغلة له ومجلس إدارة يعينه مجلس الوزراء بناء لاقتراح وزير الصحة.

وإلى أن يصار إلى تعيين مجلس إدارة للمستشفى، ستقوم هيئة انتقالية بالإشراف على تشغيله، بالتعاون مع اللجنة العليا، كما قال الوزير أبو فاعور منوهاً بتجاوب جميع الأطراف مع بدء تشغيل هذا «الصرح الصحي الذي أنشأته دولة الإمارات، التي عودتنا على مد يد العون للبنان لمساعدته في التغلب على أزماته».

 


الحياة