لم تكن رحاب قد تجاوزَت الـ 16 عاماً عندما أجبرَها ضياء على ممارسة الجنس. فقد تعرّفت إليه منذ 8 سنوات، بينما كانت تتنزّه مع رفيقتها، وقد هدّدها بأنّه سيفضح أمرَها لوالديها بأنّها كانت مع شاب إذا لم ترافقه إلى منزله. لم تجد تلك الشابّة حلّاً مناسباً إلّا بمرافقة "الجزّار" الذي سرعان ما أمرَها بخلعِ ملابسِها وإلّا سيَفضح أمرَها، فخلعت عنها ثوبَها مُكرَهةً. ومِن دون عِلمها كان يصوّرها وهي عارية، بعدما أشبَع رغباته، بحسب صحيفة "الجمهورية".
غادرَ ضياء إلى سوريا، وبعد 4 سنوات عاد والتقى بضحيته في منطقة النبعة - برج حمّود، ومجدّداً طلبَ منها مرافقته إلى منزله تحت طائلة نشرِ صورِها القديمة وهي عارية. وقعَت رحاب ضحيّة الابتزاز، وعَمد ضياء إلى مجامعتها، قبل أن يتظاهر أنّه نفّذ وعده بالتخلّص مِن صوَرها عبر تحطيم هاتفه.
لوهلةٍ اعتقدَت رحاب أنّ مأساتها انتهَت، ولا سيّما أنّها كانت تعيش في حيرة من أمرها، ما بين التكتّم عمّا يَحدث معها أو إبلاغ أقرب مخفر، فكانت تُرَدّد في نفسها: "لا شكّ في أنّ الأهل سيُحمّلونني المسؤولية ويُمعِنون في تأنيبي"، لذا وجدَت في الصمت أفضلَ ملاذ. إلّا أنّ ضياء عاوَد الاتّصال برحاب ليُبلغَها بكلّ برودةِ أعصاب أنّه يومَ المجامعة كان يضع كاميرا لتسجيل الفِعل بكامله، وأنّه يَحتفظ بتسجيل مرئيّ وصوتي بالموضوع.
لذا هدّدها بنشرِه على مواقع التواصل الاجتماعي ما لم تقبل بممارسة الجنس معه. ونتيجة الابتزاز رضَخت تلك الشابّة خوفاً من الفضيحة، وقد ذهبَت إلى حدّ مدِّه أحياناً بالأموال تفادياً لافتضاح أمرها.
تتعدّد هوية المغتصِبين الذين يوقَّفون غالباً نتيجة تقديم شكوى من الضحية، ومرّات معدودة نتيجة إخبار. فيوضِح المقدّم جوني حداد رئيس مكتب الإتجار بالأشخاص وحماية الآداب: "سجّل العام 2015 توقيفَ 14 مغتصِباً لبنانياً، 12 سوريّاً، ومصريّاً واحداً. أمّا هذا العام، فقد أوقفنا حتى حزيران 13 لبنانياً، سوريَّين، وفلسطينيَّين".
في نظرة سريعة على مجمل الجرائم الجنسية التي يُبلَّغ عنها، يتبيّن أنّ المغتصِب غالباً ما يُخطّط لإشباع رغباته، ونادراً ما يَعتمد على الصدفة أو الحظ. في هذا الإطار يتوقّف حداد عند إحدى عمليات الاغتصاب التي تمَّ ضبطها، قائلاً: "بالتعاون مع مكتب حماية الأحداث، تمكّنا من توقيف رَجل يعاشر ابنتَه، بعدما لجأ إلى حلقِ رأس ابنتِه يوم شعرَ بأنّها قد تكون على علاقة عاطفية مع غيره".
ويضيف: "حرصَ الوالد على إرسال أولاده التسعة إلى التسوّل أو لبيعِ علَب المحارم. وبعدما بدأ يضاجع ابنتَه، أبقاها في المنزل معه، فيما أرسَل زوجته والأولاد إلى الشارع. دهمنا المنزلَ الكائن في السعديات، وأوقفنا العائلة برُمّتها للتحقيق، واعترفَ الوالد بفعلته".
تَطول معاناة ضحايا الاغتصاب وتتزاحم صوَر التعنيف الجنسي في مخيّلتهم. وما عاناه سامر إبنُ عشرِ السنوات غيضٌ مِن فيض تلك الأوجاع. إذ بدأ يتعرّض باكراً للتحرّش الجنسي من والده، إلى أن اصطحبَه ذات مرّةٍ معه في السيارة وحاولَ اغتصابَه.
كادت العملية تمرّ بصمت، لولا تَنبُّه والدته، وهي تُساعده على الاستحمام، إلى إحمرارٍ حادٍّ في منطقة أعضائه التناسلية وعلى مؤخّرته. لم تتردّد الوالدة في الاستفسار من وحيدها الذي أخبرَها بما كاد أن يحصل، فما كان من الوالدة إلّا أن قدَّمت بلاغاً بحقّ زوجها.
وفي بعبدات، لاحَظ أحد رجال الشرطة أنّ فتىً في الرابعة عشرة مِن عمره يتردّد بشكل ملحوظ إلى أحد محالّ تصليح الهواتف. بعد التقصّي تبيَّن أنّ أحد العمّال الأجانب (48 عاماً) يدير المتجر، وقد وضَع سريراً حديدياً على "التتخيته" في الطابق الأوّل، حيث يدعو من وقتٍ إلى آخر بعضَ "زبائنه" بحجّة تقديم الحلويات لهم أو السماح باللعب على الحاسوب.
ومِن بين ضحاياه ذاك الفتى الذي قصَده ليُصلحَ له هاتفَه، فقدّم له الحلويات ودعاه لزيارته ولو مرّةً في الأسبوع. طابت الفكرة للفتى، خصوصاً أنّ العامل قدّم له المفرقعات الناريّة مجاناً ليلهوَ بها في الباحة مع رفاقه.
وبعدما تعطّلَ هاتف الفتى مجدّداً قصد المتجر نفسَه، إلّا أنّ الموظف دعاه هذه المرّة ليلعب على الحاسوب في الطابق العلوي، فلمعَت عينا الفتى حماسةً وهروَل إلى "التتخيته"، وبينما كان يلعَب، قام الموظف بمداعبته، وتقبيلِه ممازحاً. وبعد تكرار اللقاءات الأسبوعية، واتّساع الثقة بينهما، خلعَ العامل ملابس الفتى ورماه على السرير محاولاً اغتصابَه.

الجديد