أعلن وزير العمل السعودي، أمس، أن الملك سلمان الذي يمضي إجازة في المغرب، أمر بمعالجة أوضاع العمالة المتضررة من تجاوزات بعض المنشآت، بما في ذلك شركة "سعودي أوجيه" العملاقة للمقاولات، وباتخاذ الإجراءات التي تضمن عدم تكرار ذلك في أي منشأة أخرى، وذلك بعد تصريحات وزيارات لمسؤولين سياسيين من دول العمالة المتضررة تناقش الوضع الإنساني الصعب الذي يعيش فيه هؤلاء في المملكة.

وأدى الانخفاض الحاد في أسعار النفط إلى تقليص الإنفاق في السعودية، ودَفَع عدداً من شركات الإنشاءات إلى خفض نفقاتها والاستغناء عن عشرات الآلاف من العمال من جنوب آسيا وغيرهم من العمال الأجانب.

وكان وزير هندي قد أعلن الأسبوع الماضي أن السعودية وافقت على مساعدة أكثر من 6200 عامل من العمال المسرّحين من وظائفهم في المملكة النفطية، والعالقين من دون مال أو طعام وجميعهم كانوا موظفين لدى "سعودي أوجيه".

واعتبر وزير العمل السعودي مفرج الحقباني في بيان أمس أن المشاكل التي واجهها العمال لدى "سعودي أوجيه" التي تملكها عائلة رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري والتي باتت غير قادرة منذ أشهر على دفع رواتب موظفيها "هي حالة خاصة، ولا تمثل مشكلة عامة في السوق السعودية".

وأضاف أن "ما حصل لا يمثل ظاهرة، ولكن حالة خاصة من شركة واحدة لم تف بالتزاماتها التعاقدية وخالفت نظام العمل ولوائحه التنفيذية"، موضحاً أنه "عند تأخر الشركة في معالجة هذا الوضع، أصدر خادم الحرمين الشريفين أمره بضرورة إنهاء هذا الوضع إنهاءً حاسماً وسريعاً واتخاذ كل الإجراءات الضرورية واللازمة لتلافي تكرار ذلك من أي منشأة في سوق العمل السعودي".

وبحسب البيان، شملت الإجراءات "السماح بتجديد الإقامات واستخراج تأشيرات الخروج النهائي على حساب الدولة، على أن تتحمل الشركة لاحقاً دفع هذه المبالغ".

وتعاقدت الوازرة مع مقاولين لتوفير خدمات الإعاشة والخدمات الصحية، ومع مكاتب قانونية لمساندة العمالة في متابعة قضاياهم لدى الشركة والتأكد من إيصال حقوق العمالة التي قررت المغادرة النهائية.

وشملت أوامر الملك السعودي "تكليف الخطوط الجوية السعودية بتدبير سفر العمالة الراغبة في المغادرة مجاناً إلى بلدانهم ومحاسبة الشركة لاحقا"

وبالإضافة إلى العمال الآسيويين، يعيش مئات العمال المغاربة في السعودية "أوضاعاً مزرية" بسبب انقطاع أجورهم غداة الأزمة التي تشهدها "سعودي أوجيه" المحدودة، وراسل بعضهم الملك محمد السادس طلباً لتدخله، بحسب ما ذكر موقع "سي أن أن"، بينما انتقد البعض الآخر عدم تحرّك الحكومة المغربية، إذ لم يعودوا قادرين حتى على دفع أتعاب التنقل بالطائرة لبلدهم.

ونشر عدد من العمال المغاربة في الشركة، رسالة على مواقع التواصل الاجتماعي، قالوا إنها موجهة إلى الملك المغربي طالبوا من خلالها بإيجاد حل للمشاكل التي تعترضهم، بعد تأخر رواتبهم لأشهر، متحدثين عن أن مشكلة الرواتب بدأت في شهر نيسان 2015، قبل أن تنقطع في شهر تشرين الاول من العام ذاته.

ووفق للمراسلة، فإن عدد المغاربة العاملين في "سعودي اوجيه" يتراوح ما بين ألف و1500 موظف، وكل منهم يعيل أسرة أو أسرًا متعددة. ولفت هؤلاء العمال إلى أن الشركة لم تسدد لهم كلفة تجديد الإقامات، ما دفعهم إلى إلغاء إجازاتهم السنوية في المغرب، وراكم من صعوبة وضعهم المادي، مطالبين الشركة السعودية بتعويضات نهاية الخدمة وتذاكر العودة النهائية إلى بلادهم.

وقال أحد العمال المغاربة لـ "سي ان ان" إن ما فاقم من معاناتهم كونهم يرسلون تقريباً كل أجورهم إلى أسرهم في المغرب، بما أن الشركة كانت توفر لهم تكاليف السكن والمأكل مجاناً، مشيراً إلى أن أكثر من 300 مغربي رفعوا دعاوى قضائية ضد الشركة في مكتب العمل المحلي حتى تتم تسوية خلافاتهم معها، ولافتاً إلى أن تعويضات نهاية الخدمة بالنسبة لجميع العمال المغاربة تصل إلى ملايين الدولارات.

وانتقد العامل المغربي حكومته "التي لم تقم بدورها في السؤال عن مصيرهم رغم أن بلداناً أخرى، ومنها الهند تدخلت لأجل إرسال معونات عاجلة لعمالها المتضررين".

ولفت المتحدث إلى أن العمال احتجوا بالتجمهر في أحد الطرق الرئيسية، ما دفع ضباطاً سعوديين إلى تقصي أوضاعهم في مساكنهم، حيث وقفوا على انقطاع خدمات الماء والكهرباء وتدهور أحوال العمال المعيشية، الأمر الذي دفعهم إلى استدعاء خدمات الطوارئ وإغاثتهم بالطعام والشراب عن طريق بعض الجمعيات الخيرية الحكومية والخاصة.

 

(رويترز)