قبل الذهاب الى ايران لخوض بطولة آسيا تحت 18 عاماً لم يكن احد يطالب بالتأهل الى كأس العالم، بل كانت مجرد أمنية، ولكن العمل الذي قام به الجهاز الفني بقيادة جو مجاعص والدعم من اتحاد كرة السلة، وخصوصاً عضو الاتحاد رامي فواز الى التزام اللاعبين، جعل الأمنية تتحوّل حلماً، صحيح أنه لم يتحقق، ولكن هذا المنتخب أعاد كرة السلة اللبنانية الى الخارطة الآسيوية، وهو العزاء الوحيد والأمل بمستقبل واعد..
لم يتأهّل المنتخب فهل كانت الثقة الزائدة هي السبب في ذلك؟ سؤال أجاب عنه المدير الفني جو مجاعص بصراحة في حديثه لـ «السفير»: «بالتأكيد ليست الثقة الزائدة هي التي كانت السبب وراء عدم تأهلنا الى كأس العالم، فنحن قدمنا مستوى مميزاً في الدور الأول وكذلك في مباراة ربع النهائي، فتفتحت العيون علينا ونحن وضعنا هدفاً كبيراً لنصل اليه، كان يمكن أن نحققه ولم نوفق بعد أن ازداد الضغط على اللاعبين من وسائل الإعلام والمشجّعين في لبنان، ما أدى إلى توترهم، اضافة إلى الإرهاق وعوامل فنية كثيرة».
وتابع مجاعص: «قبل الذهاب الى بطولة آسيا كان ترتيب لبنان في هذه الفئة 54 عالمياً والـ 12 في البطولة والأخير آسيوياً، والجميع كان يعتقد أننا ذاهبون فقط للمشاركة، ولم يدركوا ما يمكن أن نحققه من نتائج، وبعد الدور الأول تغيّرت الصورة وبدأت المطالبة بتحقيق المزيد، وهذا أمر طبيعي، والمهم أننا أعطينا صورة طيبة عن السلة اللبنانية، وبالتأكيد أصابنا الحزن لعدم التأهل لكن المركز الرابع هو ثاني أفضل نتيجة للبنان في آسيا منذ 10 سنوات، ولم يعُد مسموحاً أن تذهب البعثات اللبنانية للمشاركة فقط، والمطلوب دائماً تحقيق النتائج».
دوريات عمرية
ويضيف: «استفدنا من البطولة العربية لناحية الاحتكاك والخبرة والاعتياد على عدد المباريات في أيام قليلة، ولكن الناشئ يحتاج ايضاً الى اعداد لجهة اقامة المعسكرات وخوض المباريات امام منتخبات اوروبية أعلى مستوى بكرة سلة مختلفة، لكن الأهم هو إيجاد بطولة للبنان تحت 18 سنة مثل بطولة الدرجة الأولى وبطولات للفئات العمرية بشكل عام كي يتمكّن اللاعبون من الاعتياد على الضغط ومعرفة التعامل معه وكيفية الاستمرار في نصف النهائي كالذي خضناه أمام اليابان».
إيجابيات وسلبيات
وعن الإيجابيات والسلبيات يقول مجاعص: «أعتقد أن المشاركة في بطولة آسيا كلها إيجابيات، من خلال الاعتياد على اللعب امام منتخبات شرق آسيا التي تتمتع بالسرعة والقوة، مثل اليابان وكوريا، السلبية هي أننا وضعنا امام طموحات كبيرة أكثر من الطاقات الموجودة، حيث انتقلنا من ناحية المشاركة الى هدف التأهل، حاولنا وفشلنا في المراحل الأخيرة، وبالتأكيد بات لدينا خبرة بالنسبة للمشاركات المقبلة».
وتحدث عن كيفية اللعب في آسيا قائلاً: «عملنا على تقسيم الأهداف الى ثلاثة: الأول العمل على الفوز في 3 مباريات في الدور الأول لنتأهل الى ربع النهائي، ونجحنا وفزنا في 4 مباريات وكان ذلك أسهل مما توقعنا وتصدرنا المجموعة للمرة الأولى بتاريخ لبنان، والثاني تخطي ربع النهائي أمام الهند ونجحنا بذلك أيضاً في مباراة سهلة، والثالث التأهل الى كأس العالم حيث فشلنا للأسباب التي ذكرناها. ومن الطبيعي ان نتعرض للانتقادات بسبب الصدمة التي لحقت بالناس. وهو أمر نتفهّمه، ولكن لو نظرنا الى منتخب جبار مثل الصين فاز بكل مبارياته في الدور الأول ولم يصل الى نصف النهائي، ولو استمعنا الى النقاد والإعلام في ايران الذين أكدوا أن منتخبهم لم يكن قادراً على الفوز بالبطولة لو أنها أقيمت خارج إيران، ولو أبعدنا سقف الطموحات الذي كبر خلال البطولة اعتقد ان المركز الرابع كان إنجازاً».
شكر ونصائح
وختم مجاعص موجهاً كلامه الى اللاعبين: «أريد أن أقول للاعبين الذين شاركوا معنا من البداية، وللذين شاركوا معنا وللذين لم يذهبوا إلى بطولة العرب وبطولة آسيا، «أنا فخور بكم، وخاصة في آخر 5 دقائق أمام كوريا «وبالتأكيد لديكم مستقبل كبير»، وتابع «أطلب منهم اختيار الأنسب من الأندية التي تعطيكم أفضل وقت ممكن للمشاركة والتمرين بجدية دائماً في الدرجة الثانية وأن لا يكونوا مجرد تكملة عدد في الدرجة الأولى. وأنا على يقين من أنهم سيصبحون أفضل من لاعبي الدرجة الأولى في المستقبل».
أخيراً شكر مجاعص رفيق دربه في مسيرة المنتخب رئيس البعثة عضو الاتحاد رامي فواز، الذي تعب معه في وضع برنامج تحضيرات المنتخب من بطولة العرب العام الماضي وهذا العام وتحقيق الوصافة في البطولتين إلى المركز الرابع في آسيا، إضافة إلى الاتحاد اللبناني الذي دعم هذا المنتخب بالمجالات كافة، وأن يكون العمل بهذه الطريقة دائماً؛ والطلب أن تكون هناك بطولات للفئات العمرية لننتج المزيد من اللاعبين القادرين على تمثيل لبنان بأفضل صورة في المحافل الدولية.