أسال اللقاء الذي جمع، مؤخرا، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، مع ممثلين عن فصائل فلسطينية في بيروت، الكثير من الحبر، وسط تسريبات عن أن المسؤول الإيراني طالب الأخيرة باتخاذ موقف واضح داعم لبلاده في مواجهتها القائمة مع المملكة العربية السعودية.
وكان بروجردي قد وجه قبل لقائه مع الفصائل الفلسطينية ومن ضمنها حماس، انتقادات للرياض من السراي الحكومي في لبنان إثر لقائه برئيس الوزراء تمام سلام، زاعما أن المملكة تسعى لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

واعتبر النائب في البرلمان اللبناني أحمد فتفت أن لقاء بروجردي مع الفصائل الفلسطينية يأتي في إطار محاولات خلق أجواء من التوتير والاستفزاز.

ورأى النائب اللبناني في تصريحات لـ“العرب” أن إمكانية التفجير الأمني ليست بعيدة عن تفكير المسؤول الإيراني، ولكنه يؤكد من ناحية أخرى أن الفلسطينيين في لبنان “أذكى من أن يخضعوا للسياسة الإيرانية وليست لهم مصلحة في اللجوء إلى خطوات تصعيدية، ولن ينجح بروجردي في جرهم إلى خيارات تتناقض مع الثوابت الفلسطينية، ولا إلى إعلان حالة عداء مع السعودية انطلاقا من حساسية الموضوع الإسرائيلي في الوسط الفلسطيني”.

من جهته أوضح ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة لـ“العرب” أن لقاء رئيس لجنة الأمن القومي في الشورى الإيراني بالفصائل والذي قاطعته حركة فتح لقاء بروتوكولي تقليدي، ورفض القيادي في حماس تحميله أكثر من ذلك.

مسؤول الجبهة الشعبية في لبنان، مروان عبدالعال، الذي كان مشاركا في الاجتماع قال بدوره لـ“العرب” إنه لا يمكن الربط بين كلام بروجردي عن السعودية واتهامها بالتطبيع وبين الأجواء التي سادت في اجتماعه مع الفصائل.

ولفت إلى أن بروجردي”لم يتهم السعودية بالتطبيع في اللقاء بل كانت الأجواء بروتوكولية شدد فيها على تأييد النضال الفلسطيني، ورفض التطبيع والتأكيد على دعم القضية الفلسطينية”.

وأكد عبدالعال الموقف العام للجبهة “وهو رفض انسياق الفلسطينيين في لعبة المحاور، ورفض أي إشارة تذهب في اتجاه التطبيع مع العدو الصهيوني، واعتبار إيران جهة داعمة للفلسطينيين”.

ويعتبر محللون أن امتناع بروجردي عن اتهام السعودية بالتطبيع مع إسرائيل في لقائه مع الفصائل لا يعني أنه قد تراجع عن موقفه، بل على العكس من ذلك، فإن الإصرار على الحديث عن رفض التطبيع، وتأكيد المواقف الفلسطينية الرافضة له بعد اتهام السعودية بالسعي إليه يؤكدان أنه يهدف إلى جعل الفصائل الفلسطينية في مواجهة مع السعودية، واستعمال هذه الورقة في الصراع مع الرياض انطلاقا من الساحة اللبنانية التي تمتلك فيها إيران الكثير من عناصر القوة، وخصوصا في وسط الفصائل الفلسطينية التي يعتبر جزء كبير منها أنها دولة حليفة للفلسطينيين، وداعمة لهم في مواجهة إسرائيل.

شادي علاء الدين: العرب