أثار هجوم واسع تقوده فصائل المعارضة السورية المحاصرة في حلب تساؤلات حول الدور التركي في المدينة التي لطالما شكلت أولوية للرئيس رجب طيب أردوغان، وتم وضعها على الطاولة مؤخرا في مقايضة مع روسيا التي تدعم قوات كردية تسعى إلى إقامة إقليم شبه مستقل على الحدود السورية مع تركيا.
وقال مصدر مطلع إن تركيا تسعى عبر حلب للحصول من روسيا على ضمانات كافية تمنع الأكراد من إقامة فيدرالية في سوريا، وفي نفس الوقت تضمن مصالحها الاستراتيجية هناك.

ويتوقع مراقبون أن يثير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذا الموضوع خلال زيارته إلى روسيا ولقائه بالرئيس فلاديمير بوتين في التاسع من أغسطس الجاري.

وأكد العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ المنشق عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أن الدعم المقدم للكتائب المحسوبة على المعارضة المسلحة لم يتوقف بل تزايد تمريره عبر تركيا.

واعتبر الشيخ في تصريح لـ”العرب” أن تركيا تنظر إلى حلب على أنها جزء من بعدها الاستراتيجي في سوريا، وأن زيارة أردوغان إلى موسكو ستناقش الشأن السوري وستركز على موضوع الأكراد، لكن من المستبعد أن تقبل تركيا بسقوط حلب، وإن كانت منفتحة على حل سياسي يضمن مصالحها ومصالح الروس.


العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ: تركيا تنظر إلى حلب على أنها جزء من بعدها الاستراتيجي
وسيطر الجيش السوري الأسبوع الماضي على مناطق مهمة عند الجانب الشمالي من مدينة حلب حول طريق الكاستيلو الذي يؤدي شمالا نحو الحدود التركية، الذي كان المعبر الوحيد لمدينة حلب بشقها الواقع تحت سيطرة المعارضة.

بينما شن مقاتلو المعارضة، الاثنين، هجوما كبيرا على المناطق التي يسيطر عليها النظام في جنوب غربي حلب في محاولة لإعادة فتح طرق إمدادات بعد أن شدد الجيش وحلفاؤه الحصار على المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة في المدينة.

ويسعى مقاتلو المعارضة إلى اختراق شريط من الأراضي التي تهيمن عليها القوات الحكومية على أمل إعادة ربط قطاعهم المحاصر في شرق حلب بمناطق خاضعة للمعارضة في غرب سوريا.

وقالت غرفة عمليات للمعارضة المسلحة تضم جبهة فتح الشام -جبهة النصرة سابقا- وأحرار الشام إن قوات المعارضة سيطرت على مواقع للجيش في الساعات الأولى من الهجوم الذي بدأ مساء الأحد ولا يزال مستمرا حتى الآن ويحقق تقدما ميدانيا.

 

 

صحيفة العرب