استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علاء الدين بروجردي، في حضور السفير الإيراني محمد فتحعلي.

بعد اللقاء، قال بروجردي: "في جملة واحدة كان اجتماعاً قيماً للغاية، تحدثنا خلاله عن كل الجوانب المتعلقة بالعلاقات الثنائية الطيبة بين بلدينا. وتطرقنا الى الكثير من الأزمات الإقليمية ولا سيما الأزمتين العراقية والسورية، فضلاً عن التداعيات المترتبة عن الأزمة السورية المستمرة منذ خمس سنوات، وخصوصاً ملف النازحين السوريين الذين أتوا الى لبنان طوال هذه المدة. ولأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها خبرة واسعة في هذا الإطار، إذ استضافت وتستضيف أكثر من 3 ملايين لاجىء على أراضيها منذ ثلاثة عقود، لذلك تبادلنا مع معاليه وجهات النظر حول هذا الملف الإنساني".

أضاف: "تطرقنا أيضاً الى العلاقات الخارجية لإيران في ظل إنجاز الإتفاق النووي مع الدول الغربية والآفاق الجديدة التي فتحت أمام إيران جراء توقيع هذا الإتفاق. وتحدثنا عن النقض المتكرر للولايات المتحدة للتعهدات المترتبة عليها وعلى الدول الغربية جراء الإتفاق الذي أنجز بين إيران ومجموعة الخمس زائد واحد. ونحن من خلال خبرتنا الطويلة ندرك جيدا كم أن الولايات المتحدة الأميركية ليست أهلاً للثقة، ولكن هذه التجربة تحديدا أثبتت للقاصي والداني، ولكل أبناء الشعب الإيراني، وهو عدم وجود أدنى درجة من درجات الثقة للتوجهات الأميركية في هذا الإطار. ونحن لا نحمل هذا النقض الأميركي المتكرر للتعهدات لبقية الدول الخمس التي شاركت في التوقيع على هذا الإتفاق".

وتابع: "نحن نشهد حالياً أزمة في مجال حجز الأماكن في الفنادق الإيرانية التي تضيق بالوفود السياسة الأوروبية التي تأتي على مدار الساعة للتشاور والتفاوض مع المسؤولين الإيرانيين حول الملفات الرحبة المتاحة على صعيد العلاقات الثنائية بيننا وبينهم في كل المجالات. لذلك نحن نعتقد أن التعنت الأميركي لن يقف حجر عثرة أمام التطورات الإيجابية التي تشهدها علاقات إيران مع بقية الدول الغربية التي وقعت معها الإتفاق النووي. ونحن نعتبر أن هذا الأمر لا يعفي الولايات المتحدة من المسؤوليات القانونية والحقوقية الملقاة على عاتقها في مجال نقض التعهدات الموجودة في هذا الإتفاق الدولي الذي أبرم تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة".

وأكد بروجردي: "إن إرادتنا وتصميمنا في مجال مكافحة الإرهاب، هو جدي وحقيقي للغاية، لأن أحد أهم أوجه التعاون الثنائي بين العراق وإيران، وسوريا من جهة أخرى ترتكز على مسألة مكافحة ومواجهة الإرهاب".

وقال: "يتزامن هذا اللقاء مع ذكرى أول آب الذي يحمل في طياته عيد الجيش اللبناني الباسل، وأغتنم هذه المناسبة الوطنية المهمة، لكي أتوجه باسم الجمهورية الإسلامية الإيرانية من صميم القلب بأسمى آيات التهنئة والتبريك الى لبنان حكومة وشعباً وجيشاً. من جهة أخرى، تتزامن هذه الزيارة أيضاً مع الإنتصار التاريخي المؤزر الذي تمكنت فيه المقاومة من تحقيق الإنتصار إبان العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان في تموز 2016. هذا الإنتصار الذي نود أن نتقدم فيه بالتهنئة والتبريك للمقاومة والشعب اللبناني والحكومة اللبنانية ولكل من ساهم في صنع هذا الإنتصار الكبير الذي ردع تهديدات الكيان الصهيوني من جهة، وقلَب الموازين والمعايير السياسية والأمنية على مستوى الشرق الأوسط، من جهة أخرى".

وختم بروجردي: "أتوجه بالشكر والتقدير الى الوفود البرلمانية التي شاركت في استقبالي اليوم على المطار، ولكل الوسائل الإعلامية المحترمية التي تساهم بشكل كبير في تغطية هذه الزيارة".