قرّر العراقي (أحمد.ش) وهو في منتصف العقد الثالث من العمر، أن يمضي عطلة في بيروت إلا أنها بدأت بكارثة جعلته يمضي نحو 10 أيام متنقّلاً بين المستشفيات.

وفي التفاصيل، العراقي (أحمد.ش) كان قد زار لبنان منذ أسبوعين بعدما حجز غرفة له ولصديقه في أحد الفنادق المعروفة في منطقة الحمراء – بيروت، وفي إحدى المرات خلال تواجده في غرفته في الفندق، فتح البرّاد وأخذ "زجاجة ماء" لتناول حبّة دواء، فوجئ على الفور بطعم غريب ومزعج للغاية لامس لسانه وحلقه، وإذ تبيّن أن الزجاجة تحتوي مسحوق تنظيف بدلاً من الماء. وأصيب على الفور بحالة من الغثيان كما تسبب هذا المسحوق له بحريق في المريء وبإلتهاب بالرئتين نتيجة الطعم والرائحة التي استنشقها وتناولها من هذا السائل. فنقل فوراً من قبل صديقين له كانا يتواجدان معه في الغرفة، الى قسم الطوارئ في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروتAUBMC حيث أمضى ثلاثة أيام في غرفة العناية الفائقة، قبل ان ينقل الى غرفة عادية لمتابعة العلاج. وبلغت تكاليف العلاج ما يفوق 25 ألف دولار وخفّضت لاحقاً الى حوالى 18 ألف دولار نظراً لحالته المادية. وبعد ذلك نقل الشاب العراقي الى مستشفى خوري حيث أمضى حوالى اربعة أيام تكبّد خلالها ايضاً ما يزيد عن 7 آلاف دولار، وقد تمّ جمع هذه المبالغ لدفعها الى المستشفيات من بعض الأقارب العراقيين الموجودين له في بيروت. هذا إضافة الى المصاريف التي تكبّدتها عائلته نتيجة حضور والدته وزوجته وشقيقه من العراق (اربيل) الى لبنان للبقاء الى جانبه خلال فترة العلاج.

 وبعد مراجعة إدارة الفندق المذكور من قبل أقاربه أنكرت مسؤولية الفندق عما حصل له وادعت انه قد يكون حاول الإنتحار، غير أن التقارير الطبية من مستشفيي خوري والأميركية لم تجزم انه اقدم على الإنتحار كما وأنها ايضاً لا تستطيع التأكيد سبب ما حصل لأحمد، مع الإشارة الى أن قوى الأمن الداخلي فتحت محضر تحقيق بالأمر وواجهت أحمد وسألته عما إذا كان حاول الإنتحار فنفى الأمر نفياً قاطعاً وروى لها ما حصل معه بالتحديد بأنه كان يريد شرب حبة الدواء فتناول زجاجة ظناً منه أنها زجاجة ماء من براد الفندق. مع الإشارة الى أن جرعة واحدة كالتي تناولها أحمد لا تؤدي الى ما إدعت به إدارة الفندق ، إلا أن الأضرار قد اقتصرت على اللسان والحنجرة، ولا آثار لمسحوق التنظيف في الإمعاء وباقي أنحاء الجسم.

 اليوم حزم الشاب العراقي أمتعته بعد أن يئس وخاصة ان إدارة الفندق لم تبادر الى السؤال عنه أو إرسال اي شخص من قبلها للإطمئنان عنه في كلا المستشفيين. وغادر الى بلاده مع عائلته حاملاً معه هذه التجربة الأليمة، وتاركاً سلسلة من الاسئلة: مَن يتحمّل مسؤولية وضع مسحوق تنظيف في برّاد أحد الفنادق بدلاً من المياه، كيف يمكن لشخص أحواله المادية محدودة تحمّل مثل هذه الأعباء المالية، إذ ليس لديه الإمكانات المادية لتوكيل محامٍ في بيروت لمتابعة مسار المحاكمات؟ مع احتفاظه بحق ملاحقة مجريات هذا الموضوع بالطرق القانونية إن كان في بلاده أو لاحقاً في لبنان. هل يجوز ان تحصل مثل هذه الأمور مع مَن ليس لديه سند أو ظهر في لبنان؟.

 إن هذه القضية في يد المعنيين، الذين عليهم إنقاذ سمعة لبنان والسياحة فيه.

وتتحفّظ الوكالة عن ذكر اسم الفندق في الوقت الحالي لربما إدارة هذا الفندق يستيقظ ضميرها وتشعر بفداحة الأضرار المادية والجسدية والمعنوية التي لحقت بهذا الشاب وهو أب لطفلة عمرها 4 سنوات. فهذا الموضوع يبقى برسم كل من وزارة السياحة ونقابة أصحاب الفنادق وأصحاب الفندق أنفسهم.

Liban8