لا ادري كم قضيت من الوقت متابعا تلك القصة التي رواها لي صديقي , وكنت استرق مخيلتي أحيانا متفقدا بعض الوجوه المتنكرة في زي المتعلمين والمثقفين الجالسين امام الراوي .

يقول صديقي نقلا عن متنكر ان مائبا عن الامة جاءهم محاضرا , وعلى بغتة منه , مزّقوا دفاترهم ورسائلهم وفتحوا كتبا جديدة على الدرس الاول , امام من جاء متحمسا لاصلاح كل ما افسده دهر المحاضر .

وكانت الرؤوس تنحني تارة وترتفع تارة أخرى كالدجاج يشرب ماء , وكأنها عدوى تنتقل من الديك المضيف الى بقية الدجاج من الطلبة .

ها هم تركوه ينجز ما جاء من اجله , تقيا ورعا قائدا ملهما , مقاوما , صاحب دولة وسداد رأي , وقبل ان ينكسر صمت الطلبة وبنية مد الحديث تجرأ أحدهم وسأله .

مولانا النائب , كيف استطاعت تلك الجمهورية الاسلامية في ايران المقاومة ان تفرج عن مخطوفيها بهذه البراعة والحنكة ؟ , إنغلق النائب على نفسه دقائقا طويلة , وقال من حقكم ان تعرفوا الحقيقة كاملة , إن أميرا قطريا اعتلى قمة جبل تركي ممارسا هواية التزلج , وبما انه هاو , هوى به المزلاج الى سفح واد ايراني , فاعتقلته السلطات وفاوضت عليه , وتمت الصفقة , ثم وقف فجأة وشرع يصلح من هندامه مستأذنا , عله يملك رواية أخرى وامام طلبة أغبى من هؤلاء , عن ملك " زحط " هو الاخر , ليطلق مخطوفينا اللبنانيين ...............قصة من الواقع