بأناقة الحضور والاحترافية الممزوجة بالعفوية، فرضت زينة الراسي نفسها وجهاً من وجوه الشاشة المحبوبة. وبعد مجموعة من البرامج المنوّعة، تطلّ الراسي حالياً ضمن نشرة الأحوال الجوية عبر شاشة الـ LBCI، حيث يوافيها جمهور متنوّع يتفق بمعظمه على الحضور الواثق للراسي التي تكشف في حوار خاص لـ «الجمهورية» عن كواليس العمل الإعلامي ومقاربتها الخاصة إزاء الحياة والمهنة.البرامج الاجتماعية والحوارية المنوّعة ليست جديدةً على زينة الراسي التي بدأت مشوارها مع الشاشة باكراً، فدخلت المجال منذ ستة عشر عاماً، لتطلّ عبر مجموعة من البرامج المميّزة التي عرضت جميعها على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال وكان من بينها «سفرة دايمة»، let›s find out، Tea Time و»هواكم» قبل أن تختار الابتعاد عن الشاشة عام 2006، لتعود عام 2015 من باب نشرة الطقس المسائية ومن خلال برنامج «بتحلى الحياة» الاجتماعي اليومي الذي تشاركت تقديمه مع زميلاتها عفاف دمعة، لين سليمان وكارلا يونس.
 
تعترف الراسي في حديثها لـ «الجمهورية» أنّ «برنامج Tea Time كان المحطة الاولى التي أعطتني دفعاً حقيقياً في هذه المهنة فقد كان الأوّل من نوعه بقالبه الفريد ومواكبته للأحداث اليومية وقد تشاركت تقديمه مع إعلاميات مخضرمات وجلعني أتعلّق بهذا النوع من البرامج التي تواكب كلّ جديد وتتوجّه بمقاربة عفوية بسيطة إلى المشاهد».
 
جمهور كبير يتابع «الطقس»
قرار ابتعادها عن الشاشة نحو 9 سنوات «قرار شخصي مبني على أسباب خاصة بي. وعندما قررت العودة كانت هناك مفاوضات كثيرة وجدّية مع إدارة المحطة لتقديم برنامج صباحي كان يتمّ التحضير له على مستوى كبير وبطريقة مميّزة جداً ولكنه للأسف لم يبصر النور إلى الآن».
وعن تقديمها نشرة الطقس، تكشف: «تدرّبت لنحو شهرين على يد الزميل جو القارح الذي كان قد بدأ في تقديم النشرة قبلي واطّلعت على طريقة متابعة الخرائط الرقمية وتحديد المعطيات الضرورية لنشرة متكاملة. والحقيقة أنني سعيدة جداً في نشرة الطقس.
أذهب إلى العمل بحماسة وأكون متشوّقة للنشرة التي أطلّ من خلالها، لا سيّما أن جمهوراً عريضاً يتابعها وتصلني دائماً تعليقات المتابعين فمثلاً تلاميذ المدارس كانوا يتابعون في أيّام العواصف لمعرفة احتمال اقفال الطرقات والمؤسسات التربوية، أصحاب الأرزاق يهمّهم الطقس وكذلك بعض الشركات الكبرى التي تتوقع نسبة مبيع منتج معيّن مرتبط بالحرارة أو البرد مثل المشروبات الغازية أو المثلجات... وهذا يسعدني ويشعرني بأهمية ما أقدّمه.
 
والحقيقة أنّ نشرة الطقس منتحتني شهرةً أكبر من تلك التي منحتني إياها برامج المنوّعات. هنا الكل يتابع ويعلّق وهناك جمهور ضخم ينتظر الجديد لا سيّما أننا شهدنا أخيراً موجات حر وصقيع وعواصف كانت هي الحدث وحديث الساعة في لبنان».
 
بانتظار هذه الفرصة
بالنسبة لها: «طموحاتي المهنية كبيرة وأعرف أنّ هناك جوانب من شخصيتي لم تظهر بعد للناس وأودّ لو يتعرّفون إليها ومنها حبّي للمرح فأنا إيجابية جداً ودائماً ما أمازح الزملاء واتطلّع إلى تقديم برنامج يشبهني ويستطيع أن يقدّم بسمةً او مساحةً من الإيجابية للناس وأنا بانتظار الفرصة المناسبة التي لا بدّ أن تأتي»، مؤكدةً «لا ألهث كثيراً وراء الفرص وأؤمن أنّ الحياة تخبّئ لنا دوماً ما قد يتخطّى أحلامنا فما من أمر يحصل إلّا في توقيته المناسب وفي انتظار الفرصة الانسب أنا سعيدة جداً وأجد متعةً في ما أقدّمه سواءٌ لناحية نشرة الطقس أو برنامج «بتحلى الحياة» الذي قدّم موسماً ناجحاً وكان له حضوره وجمهوره».
البرنامج الذي توقّف أخيراً في استراحة صيفية شأنه في ذلك شأن مختلف البرامج المحلية «قد يعود أو لا يعود في موسم آخر ضمن البرمجة الجديدة فلا معلومات عندي حول الموضوع راهناً سوى أننا في عطلة ومع الأمل أن يجد مكانه مجدداً على شاشة الـ LBCI التي تحترم جمهورها وتطلعاته والتي كانت بدايتي منها ولا أرى نفسي على غير شاشتها لمدى ارتباطي بها وشعوري بانها بيتٌ ثانٍ حقيقي. وهذا الجوّ موجود فقط في هذه المحطة، حيث الزمالة والاحترام والمودّة هي السائدة في كواليس عملنا».
 
بين الصداقة و«المزح»
وعمّا إذا كانت تجمعها صداقة حقيقية مع زميلاتها في «بتحلى الحياة» أو مجرّد انسجام أمام الكاميرا تقول بصراحة كبيرة: «الحقيقة ما من صداقة متينة بيننا بحكم أنني الأقل ظهوراً في البرنامج نظراً لالتزامي بنشرة الطقس المسائية ولا نلتقي خارج إطار البرنامج أو في الحياة العادية. في المقابل، وبحكم تواجدي بشكل أكبر عبر نشرة الطقس تجمعني صداقات مع كلّ العاملين في النشرة من زميلات وزملاء وصوري على مواقع التواصل الاجتماعي تشهد على الاجواء المرحة التي نتشاركها».
وعمّا إذا كانت مزحتها الشهيرة مع الإعلامي بسّام أبو زيد والتي كانت حديث الناس منذ فترة بعدما قالت له «ما بيخصك» رداً على سؤاله حول ما إذا كانت ستقصد البحر بسبب الجوّ الحار، تؤكّد زينة ضاحكةً: «لطالما جمعتني صداقة ببسام قبل المزحة وبعدها وعلاقتنا لم تتأثر بل على العكس تماماً لقد تشاركنا لحظة تلفزيونية مميّزة وعفوية لم يبقَ أحدٌ في البلد وخارجه لم يتحدّث عنها وكلانا يتمتع بما يكفي من حسّ الدعابة والروح الرياضية لنتقبلها ولا نحمّلها أكثر مما تحتمل».


 
أحترم الجمهور
أما عن النقد الذي تعرّضت له بسبب خطأ قامت به أثناء محاورتها للممثلة دارينا الجندي، فتوضح: «لقد قدّمتها بالشكل الصحيح وكان حواري معها عبر skype وفي أثناء الحديث لفظت سهواً اسمها خطأ فناديتها كارينا. في النهاية نحن بشر غير معصومين عن الخطأ فكيف إذا كنّا في بث مباشر ونحاور الضيف من دون مونتاج وروتوشات.
 
أعتقد أنّ الأمر لا يتخطّى كونه خطأً طبيعيّاً من الممكن لأيٍّ كان أن يقع فيه مع العلم أنني من أكثر الحريصين على الدقة وأحضّر مادّتي أحياناً بشكل مبالغ فيه لأكون متمكنة منها وحاضرة في تفاصيلها كافة. ومع ذلك النقد حقّ مشروع والإصغاء إليه لا يزيدنا سوى إصرار على تطوير أنفسنا وأدائنا وهذا ما أحرص عليه احتراماً لتقدّمي المهني ولذائقة الجمهور الذي أدخل بيته».
 
بموازاة ذلك تحرص الراسي على الإطلالة على جمهورها بأناقة لافتة لا تقتصر على الشكل وإنما تتخطّاه إلى حضورها العام على الشاشة، وهو ما جعلها في كثير من الأحيان محطّ ثناء من الصحافة ومتابعة واسعة من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي ومتابعي الموضة. في هذا الخصوص تعترف «أحب الموضة بشكل كبير وقد درست منذ نحو 12 سنةً أصول الصورة الشخصية الاحترافية في فرنسا.
 
لذلك أحرص على متابعة آخر الصيحات ولكنني لا أختار منها سوى ما يناسبني، فأنا كلاسيكية إلى حدٍّ ما في إطلالتي ويهمّني أن أظهر بما يليق بي ويبرز شكلي أكثر من ارتداء ما هو رائج الآن. وأعتقد أنّ اهتمامي بمظهري جزء من احترامي لعين المشاهد مع حرصي دوماً على أن أقدّم له صورة توازي بأناقتها مضمون ما أقدّمه على الهواء».
الجمهورية