استطاع ع.ف.ز. من الفرار من خاطفه حسين م. وشركاء له، بعدما استدرجوه الى "مطعم الساحة" في الضاحية الجنوبية، وراحوا يتنقلون به من منزل الى آخر حتى استقر بهم الامر في منزل في جرود الهرمل، الى ان تمكن من الفرار بعد ستة اشهر من احتجازه في سبعة منازل.

خلال تلك الفترة، أجبر المخطوف على التوقيع على سند امانة بقيمة اربعة ملايين وخمسماية الف دولار لصالح حسين الذي كان شريكه في تجارة شراء وبيع الذهب من سويسرا وهونغ كونغ وماليزيا، كما أُجبر على كتابة رسالة الكترونية وارسالها الى هونغ كونغ يطلب فيها تحويل عشرة ملايين دولار لحساب صائب م. لدى احد المصارف اللبنانية في الهرمل وكذلك تحويل اموال الى كل من عبد الكريم ع. وحسين م.

كل ذلك قد تمّ بعد ان ترامى الى حسين م. ان ع.ف.ز. يحقق ارباحاً طائلة من عمليات الوساطة في شراء وبيع الذهب ولم يبادر الى اعطائه اي من الارباح، فصمّم على استيفاء حقه منه عن طريق خطفه لاجباره على اعطائه نصيبه من الارباح. وإنفاذا لذلك، دعا حسين، المدعي ع.ف.ز. لتناول طعام الغداء في "مطعم الساحة"، فلبّى الدعوة، وكان بانتظاره الى حسين كل من رودان ب. وبسام ط. حيث قام الثلاثة بخطفه ونقله بسيارة نوع ميتسوبيشي رصاصية اللون الى مبنى يملكه بسام واشقاؤه. وقد احتجزوه بقوة السلاح في شقة تقع في الطابق الثالث من ذلك المبنى.

وبعد ثلاثة ايام من ذلك حيث كان بسام ونزار وحبيب ط. يترددون الى المكان، قام حسين ورودان بنقل المدعي الى منزل آ. م. زوجة ح.س. في محلة حي ماضي في منطقة الشياح، ثم عمد رودان بعد خمسة ايام الى نقله مجدداً الى المنزل العائد لآل ط. بعد ان وردته معلومات عن مداهمة منزل ح.س. كون المدعي كان قد تمكن من الاتصال بعائلته وإعلامهم بأنه تعرض لعملية خطف.

أُبقي المدعي ثلاث ساعات فقط في ذلك المنزل، ليعود رودان وحبيب وينقلانه الى منزل يقع في طابق ارضي قرب ملعب، حيث كان بانتظارهم ثلاثة مسلحين، وقد أمضى في ذلك المنزل اربعاً وعشرين ساعة فقط، ألزمه خلالها حبيب ط. على التوقيع على سند أمانة بقيمة اربعة ملايين وخمسماية ألف دولار لمصلحة حسين م.

ثم تم نقل المدعي وهو مكبّل اليدين من قبل حسين ورودان الى الهرمل ومن هناك نقلاه بسيارة بيك آب الى جرود الهرمل حيش شاهد هناك عبد الكريم ع. واحتُجز في منزل الاخير مدة شهر قبل ان يُنقل الى منزل د.م.شقيقة حسين. في ذلك المكان بقي المدعي ثلاثة ايام ثم أُعيد الى منزل عبد الكريم ع. حيث مكث فيه اسبوعاً ليُنقل بعدها الى منزل والد رودان، الذي أمضى فيه عشرين يوماً.

واخيرا تم نقل المدعي الى منزل حسين ح. وهو زوج شقيقة حسين م. حيث بقي محتجزا لحوالي الشهرين، الى ان تمكن بعد ستة اشهر من الفرار بعدما عثر على المفاتيح قرب علبة كهرباء خلال غياب اهل المنزل عنه، واستقلّ سيارة قاصدا سراي الهرمل حيث أعلم القوى الامنية بعملية خطفه.

وبالتحقيق مع المدعي الذي عاد وأسقط حقوقه الشخصية، أفاد بانه خلال فترة احتجازه عند عبد الكريم ع. ألزمه الاخير بكتابة رسالة الكترونية الى "وونغ تسو لي"، يطلب بموجبها من الاخير تحويل مبالغ مالية بقيمة عشرة ملايين دولار لحساب صائب م. (الذي توفي لاحقاً) لدى احد المصارف اللبنانية-فرع الهرمل، وكذلك تحويل اموال لامر عبد الكريم ع. وحسين م. وأضاف بانه خلال فترة احتجازه في منزل حسين ح. كان علي ع. يتولى مراقبته وهو مسلح، اما رشيد ع. وابراهيم ع. فكانا يتوليان إحضار الطعام له وللخاطفين وشرائح شحن خطوط هاتفية. كما افاد المدعي انه شاهد في منزل حسين ح. زوجة الاخير وابنته وخطيبة حسين م. اللواتي كنّ يعاملنه بشكل عادي وكأنه "ضيف".

وكان قاضي التحقيق في بيروت سامي صدقي قد اصدر قراراً احال بموجبه المتهمين امام محكمة الجنايات للمحاكمة، فيما أسقط الدعوى العامة عن صائب م. بسبب الوفاة ومنع المحاكمة عن خطيبة حسين م. لعدم كفاية الدليل.

(المستقبل)