ينشط الزعيم وليد جنبلاط على أكثر من صعيد روسيا ثم تركيا ثم فرنسا هل من مواقف جديدة للنائب جنبلاط فيما خصّ الأزمة السورية ما هي أجواء هذه الزيارات ؟

الزيارات الخارجية التي يقوم بها الاستاذ وليد تأتي في سياق الحركة المتواصلة للاطلاع على المناخات الدولية وتطور موقف الأطراف من أحداث المنطقة لا سيما الأزمة السورية المتفاقمة والوضع في لبنان والشرق الأوسط. لذلك كانت زيارته إلى موسكو ولاحقاً إلى باريس وقد عبر خلال هاتين الزيارتين عن رأيه السياسي في كيفية الحفاظ على الاستقرار في لبنان الذي من وجهة نظره لا يتم الا من خلال الحوار الداخلي والخروج من حالة القطيعة السياسية. كما واكد موقفه الثابت ازاء الأزمة السورية وهو الذي يعتبر أن العنف المفرط الذي مارسه النظام هو الذي أدى إلى اشتعال سوريا من اقصاها إلى اقصاها.

هل حسمت الخيارات الانتخابية في الحزب التقدمي الاشتراكي ؟ وما هو الموقف النهائي من قانون الانتخاب والتحالفات .
مسألة حسم الخيارات الانتخابية ترتبط الى حد كبير بإقرار قانون الانتخاب الذي لا يزال موضع نقاش ولو كان جانباً من النقاش قد أخذ منحى المزايدات الشعبوية مع طرح قانون اللقاء الارثوذكسي الذي من شأنه أن يرفع مستوى الخطاب المتطرف داخل كل طائفة ويقضي على المساحات القليلة المتبقية بين اللبنانين للتواصل والتفاهم.


هل يمكن أن يصار إلى تحالفات انتخابية مع حزب الله وحركة أمل وهل من تواصل وتنسيق مع قيادة حزب الله حول الأحداث على الساحة اللبنانية ؟
هناك تواصل مع حزب الله كما هو الحال مع سائر القوى السياسية انطلاقاً من اقتناع الحزب بضرورة ابقاء قنوات الحوار مفتوحة ولو اختلفت الرؤى السياسية ,وقراءة الاحداث المتسارعة لا سيما في سوريا واستطعنا من خلال هذا الحوار التوصل إلى (تنظيم الخلاف) والاتفاق على ضرورة حماية الاستقرار الداخلي.


هل ترون من تأثير لما يجري في سوريا على القانون الانتخابي في لبنان والانتخابات عموما ؟
تحديداً فيما يتعلق بقانون الانتخاب قد تكون من المرات القليلة التي يتاح للبنانين مناقشة قانون الانتخاب بمعزل عن الوصاية السورية وهذا يفترض أن يشكل دافعاً إضافياً لبناء تفاهم وطني عريض حول قانون الانتخاب ولكن لا بد من القول أن بعض الاصوات التي بدأت تطالب بتأجيل الأنتخابات قياساً إلى تطور الأحداث في سوريا مثيرة للشبهات ولا يجوز ضرب أحد أبرز مرتكزات نظامنا الديمقراطي ولو كان هشاً وبحاجة إلى تطوير. كذلك نحن مع إجراء الانتخابات في موعدها.


في ظل الاصطفافات الحالية على الساحة اللبنانية أين يقف الحزب التقدمي الاشتراكي من الأحداث والمواقف على الساحة اللبنانية؟
أطلق الحزب التقدمي الاشتراكي مبادرة سياسية تؤكد على ضرورة الحفاظ بين السلم الاهلي والخروج من حالة القطيعة السياسية بما يساهم في إنتاج مناخات اكثر هدوءاً قبيل الاستحقاق الانتخابي ونحن لا نزال على موقفنا بضرورة اسئتناف الحوار لأنه السبيل الوحيد في معالجة الخلافات بين اللبنانيين.


يتهم البعض زورا وافتراءا الحزب التقدمي الاشتراكي بالاستفادة من ملف النازحين السوريين لأمور خاصة بماذا يرد الاستاذ رامي الريس .
ليس هناك أي استفادة من قريب أو بعيد للحزب أو أي من مسؤوليه بملف النازحين بل على العكس تماماً فإن الحزب يسعى لاستنهاض المجتمع الاهلى في أكثر من منطقة للمشاركة في تقديم الدعم ولو المتواضع للنازحين وإذا كان المقصود كلام السفير السوري في بيروت فهدفه واضح وهو: إعاقة الجهود الرسمية اللبنانية لاغاثة النازحين وكأنه لا يكفي الشعب السوري المآسي التي يعيشها داخل سوريا بفعل ممارسات النظام القمعية فاذا بنا نرى رموز النظام يلاحقون النازحين الى البلدان المجاورة.

لماذا يتمسك رئيس اللقاء الديمقراطي بهذه الحكومة ؟
نحن أيدينا كل الانفتاح والمرونه تجاه البحث عن صيغه حكومية جديدة تؤمن إنتقالأ سلساً دون السقوط في الفراغ أو تصريف الأعمال لفترة طويلة لذلك ربطنا موقفنا بالتفاهم على تأليف حكومة جديدة قبل استقالة الحالية ولو اننا نرى أن هذا الطرح تراجع اليوم لصالح إيجاد تسوية حول قانون الانتخاب الا اننا لا نزال على انفتاحنا للبحث في هذه المسألة.

بالعودة الى الأزمة السورية إلى أين تتجه هذه الأزمة في ظل تصريحات كثيرة تعبر عن الخوف من صعود الاسلاميين هل يمكن أن تتبدل الصورة ؟
مفهوم الديمقراطية غير قابل للتجزئة وبالتالي لا نستطيع أن نطالب بالديمقراطية ونرفض نتائجها هذا في المبدأ أما فيما يخص الأزمة السورية فلا شك أن الحلول الامنية التي أصر عليها النظام هي التي أدت إلى تدهور الوضع الراهن والدخول في حرب أهلية وما طرحه النظام مؤخراً لناحية إنشاء قوات شعبية فهو سيكون خياراً مدمراً وقد يؤبّد الصراع لذلك كانت المطالبة المستمرة بضرورة توحيد الرؤية الدولية حيال التعاطى مع الأزمة السورية لا سيما على خط موسكو واشنطن لانه في غياب ذلك ستزداد الامور سوءأ من ناحية اخرى إن جوانب صعود التيارات الاسلامية تتصل بممارسات الانظمة القمعية قبيل إندلاع الثورات حيث قامت بتفريغ منهجي للمجتمعات من النخب الفكرية والثقافية وربما اتاح هذا المجال للتيارات الاسلامية التي هي اكثر تنظيماً لملء هذا الفراغ.

إلى أين تتجه الأزمة في مصر  ؟

مصر أمام أزمة حقيقة ولا أتصور أن الشعب المصري بعد التضحيات الهائلة في الثورة سيوافق على استبدال النظام الديكتاتوري في السابق بنظام ثيوقراطي لاحقا اذا لم تتعاط السلطة مع المطالب الشعبية بقدر اكبر من الديمقراطية فإن الامور قد تخرج عن السيطرة وتصبح اكثر تعقيداً.

برأيكم هل من عودة محتملة إلى طاولة الحوار ؟
لابد من عودة هيئة الحوار الوطني للاجتماع ونحن نشد على يد فخامة رئيس الجمهورية في هذا المجال إذا لا بديل ولا مفر إلا الحوار بين اللبنانيين مهما كانت سقوف التوقعات منخفضة , التجارب السابقة أثبتت استحالة نجاح أي فريق في الغاء اي فريق  آخر عسكرياً أو سياسياً أو انتخابياً الإنطلاق من هذه القاعدة قد يوفر الكثير من المآسي على البنانيين.