بضعُ طَرَقاتٍ على باب الغرفة، كانت كافية لتبديل المشهد الساكن.. على وقع صراخ العجوز الشديد، قفز "عبدو" من الشاليه الذي تقطنه "ك" هارباً. وكُلّما علت أصداء الإستغاثة كبرت خطوات الشاب بعدما أحسّ أنّ "طابوراً" من سكان المنتجع السياحي يتوجّه إلى المكان.. دقائق معدودة حتى وصل الجيران إلى مصدر الصوت.. جارتهم المسنّة تصيح بأعلى صوتها: "كمشو.. كمشو" وهي بالكاد تستطيع أن تستر ما كشفه قميصها الممزّق.

كانت "ك" ترتاح في الشاليه الذي تشغله في إحد المنتجعات السياحية بمحلّة حارة صخر، حين قُرع بابه، فإذ بالسوري "ع.ز" (42 عاماً) المعروف بـ"عبدو" يسألها عن أحد معارفه الذي اعتاد شراء حاجيات المرأة المسنّة من السوق، فأعلمته أنّه لم يحضر بعد. أيقن الشاب حينها أنّ المرأة التي كانت ترد عليه من خلف الباب بمفردها، فأقدم على خلعه والدخول إلى الشاليه، ليعمد بعدها إلى دفعها وتمزيق قميصها محاولاً إغتصابها، إلّا أنّها بدأت بالصراخ حيث حضر بعض الجيران من سكان المنتجع مما حدا به إلى الهرب ومغادرة المكان.

سارعت "ك" بمساعدة الجيران إلى تقديم شكوى ضد الجاني، وأدلت كيف قرع المتهم باب الشاليه، ومن ثمّ خلع بابه وهجم عليها و"هبشها برقبتها" ودفعها إلى السرير محاولاً الإعتداء عليها وكيف صرخت بأعلى صوتها، ففرّ مسرعاً.

محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي فيصل حيدر، أدانت المتهم بجرم الدخول إلى شاليه المدعية خلافاً لإرادتها بعد خلع بابه، محاولاً إكراهها على الجماع عن طريق العنف والتهديد، لكنّه لم يتمكن من إتمام عمله بسبب صراخها، وأنزلت به عقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة مدّة سنتين وخففتها إلى السجن لمدّة سنة وشهر على أن يتم إخراجه من البلاد فور تنفيذ العقوبة.

لبنان 24