عرس الاحلام تحوّل كابوساً في مجمع" اده ساندز" مساء الأحد بعدما وقع عمود الانارة على احدى طاولات الضيوف مخلفاً ثلاث اصابات سترافق أصحابها مدى الحياة. هرج ومرج حلّا بدلاً من الرقص، والصراخ بدلاً من الاغنيات، فللوهلة الاولى لم يستوعب من لبّى نداء العروسين شربل فغالي وكارولين ايوب ما يدور.

لحظة وقوع الكارثة كان معظم الضيوف يرقصون والا لكان العمود أصاب عدداً اكبر من الحضور، لكن من خانهم الحظ وكانوا في طريقه اثناء انقلابه دفعوا ثمناً غالياً، كسور في العمود الفقري والجمجمة واذن احدهم قطعت.
وعما حصل، قال الجريح يوسف شاهين وهو على سرير مستشفى لامارتين جبيل بصوت مزج بين الالم والحزن والبكاء على زوجة أخيه نسيب، سلمى التي تقبع في مستشفى سيدة المعونات بعد ان كسر عمودها الفقري "لا أصدق ما حصل، وكيف ان سلمى سيصيبها الشلل وستفقد قدرتها على المشي، وصديقنا جاك فغالي الذي يصارع الموت بعد ان فقد أذنه وكسرت جمجمته، كما أصبت أنا في عمودي الفقري، كل ذلك من اجل اهمال اشخاص لم يعيروا حياة الناس اي اهتمام".
غصة يوسف (65 عاماً) خانقة على سلمى (45 عاماً) فهو لا يصدق أن من كرّست حياتها لخدمة ابنها شربل (20 عاماً) كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة ستحتاج الى من يأخذ بيدها بعد اليوم، وقال "شقيقي نسيب منهار بعد أن ابلغه الأطباء ان زوجته لن تتمكن من السير بعد الآن، لم يتم اطلاع ابنتها وابنها على الخبر، فعلاً ما حصل لا يمكن ان تصفه الكلمات، فهذا العمود لم يحطم ظهر سلمى فقط بل حطم أسرة كانت تعتمد عليها".

خسارة لا تعوّض
وعن اللحظات التي سبقت الكارثة، شرح يوسف ابن كفر عبيدا، وابن ابن خالة العريس" كنا نحو 10 اشخاص على طاولة مخصصة لعائلة شاهين نتبادل الاحاديث، ومعنا جاك فغالي الذي توقف ليسلم علينا، فجأة وقع العمود، اصبنا بصدمة قبل الجروح، اذ كيف لمنتجع كلف فيه العرس 100 الف دولار أن يقع فيه هكذا خطأ، ولولا لطف الله وانه في لحظة الرعب كان اكثر الناس يرقصون لكان بالتأكيد عدد الضحايا أكبر بكثير".

في الأمس، خضع جاك فغالي (58 عاماً) الذي يعمل ضمن فريق الامن في المستشفى اللبناني الكندي الى عملية لوصل اذنه لكن كما قال ابنه سركيس " هناك أمل 2 في المئة فقط ان تنجح، هو الآن في العناية الفائقة نتيجة كسر في جمجته حيث تتم مراقبته قبل ان يتم اخضاعه لعملية جراحية". واضاف "عندما وقع العمود اصيب بسكتة قلبية، لكن الحمد لله انه كان يوجد اطباء في الحفل سارعوا الى انعاشه".

ادعاء وتوقيفات
بمجرد انتهاء الزفة، تحوّل العرس الذي حضّر له شربل الموظف في احدى شركات انجاز المعاملات في مطار رفيق الحريري وخطيبته كثيرا، الى حالة عارمة من الحزن، ورغم نقل الجرحى بسرعة الى المستشفيات الا ان معظم الحضور الذين بلغ عددهم 400 شخص فضلوا العودة الى منازلهم، لوران عون محامي العرسان قال في اتصال مع "النهار" ان " مخفر جبيل فتح تحقيقاً بالحادث وقم تم توقيف صاحب شركة الاضاءة والمسؤول عن التصوير، كما تم التحقيق مع مدير المنتجع". واضاف" ادعينا جزائياً على كل من يظهره التحقيق مسبباً في هذه المأساة وبشكل اساسي على المنتجع وشركة الاضاءة، كون الطريقة التي وضع فيها العمود الذي يبلغ طوله 15 متراً لا تراعي اياً من شروط السلامة العامة".

"اده ساندز" يرد
من جانبها، اصدرت إدارة مجمّع اده ساندز السياحي بياناً جاء فيه"توضيحاً لماتناولته بعض وسائل الاعلام حول الحادث المؤسف الذي وقع مساء أمس في إحدىحدائق الأعراس التابعة للمنتجع خلال حفل زفاف والذي أدى الى إصابة عدد منالاشخاص بجروح بليغة ومتوسطة، يهم ادارة المجمع التأكيد على ما يلي : أولاً: تبدي ادارة مجمع اده ساندز عميق أسفها للحادث وتتمنى الشفاء العاجل للجرحى وتؤكد وقوفها الى جانبهم.
ثانياً: ان مجمع اده ساندز لا يتعاطى مباشرةً بموضوع تجهيزات الإضاءة والصوت والتصوير في أي إحتفال يقام على أرض المجمع، بل يتم تزويد صاحب الاحتفال أسماء عدد من الأشخاص الذين يتم التعامل معهم وتترك حرية الإختيار لصاحب العلاقة.
ثالثاً: ان ادارة المجمع تلتزم بأي قرار يصدر عن السلطات المختصة في هذا المجال وتترك للتحقيق القائم أن يأخذ مجراه لإظهار حقيقة ما حصل ومعرفة على من تقع المسؤولية.
رابعاً: تتمنى الإدارة على جميع وسائل الإعلام التي تكن لها كل الاحترام والتقديرإنتظار التحقيقات الجارية وتوخي الدقة في نقل أي خبر يتعلق بهذا الحادث، مؤكدة التعاون معها لأي إسيتضاح".

النهار