كشفت تقارير إسرائيلية عن التخوّف من تصاعد نفوذ "حزب الله" في بعض الدول الغربيّة، وإمكانيّة شنّ عناصره هجمات ضد اليهود في بلاد المنشأ، راصدةً أبرز ما جاء في تقرير أعدّته وكالة الإستخبارات الداخليّة في ألمانيا.


وبحسب التقرير الإستخباراتي السنوي المؤلّف من 317 صفحة، والذي نُشر الثلاثاء وفنّدته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية فإنّ 300 عنصر من "حركة حماس" ومؤيّدين لها إضافة إلى 950 ناشط وعنصر في "حزب الله"، يعملون في ألمانيا. وأشارت الصحيفة إلى أنّ رقم العناصر يُقاربُ الإحصاءات العدديّة التي وردَت في لوائح تقارير الإستخبارات التي أُعدّت عامي 2013 و2014. وكشف التقرير الإستخباراتي الجديد أنّ هؤلاء الأشخاص ملاحقون على شاشة الرادار في وكالة الإستخبارات، لافتاً إلى أنّ "هؤلاء يسعون لإلغاء الدولة اليهوديّة ويركّزون على بلاد المنشأ".

ووفقًا لـ"جيروزاليم بوست" فلأوروبا تاريخ طويل مع "حزب الله" الذي شنّ هجمات ضدّ اليهود الإسرائيليين والأوروبيين. فقد كان مسؤولاً عن تفجير حافلة سياحية إسرائيلية في منتجع البحر الأسود بورغاس، بلغاريا، في 18 تموز 2012، مما أسفر عن مقتل خمسة إسرائيليين وسائق الحافلة البلغاري.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنّ الإتحاد الأوروبي أدرجَ الجناح العسكري لحزب الله على لائحة لإرهاب عام 2013 إلا أنّ العمليات السياسية للحزب بقيت مشرّعة في أوروبا، وتساءلت: "فيما صنّف الإتحاد الأوروبي حماس كمنظمة إرهابية فمن غير الواضح لماذا تأوي ألمانيا عناصر من الحركة".

من جهته، قال جيرال ستيبرغ، بروفيسور في العلوم السياسية في جامعة بار إيلان (جامعة عامة في إسرائيل) "إنّ خلايا حماس وحزب الله جاهزة للتحرّك في أوروبا". وحذّر من أنّ هاتين الجماعتين ناشطتان بالأصول المالية في أوروبا وجنّدتا عناصر فيها.

إلى ذلك، فقد وثّق مكتب حماية الدستور في ألمانيا الوجود الراسخ لعناصر "حزب الله" في البلاد. ووفقًا لتقارير إستخباراتية نُشرت عام 2015، فإنّ 360 عنصرًا وداعمًا لمجموعة "حزب الله التركي" ناشطون أيضًا في ألمانيا. وبحسب تقرير إستخباراتي آخر في برلين فإنّ 250 عنصرًا من "حزب الله" و70 من "حماس" ناشطون في العاصمة الألمانية.

وأوضحت الصحيفة أنّ "حوالى 800 ناشط مؤيّد لحزب الله ولإيران شاركوا في مسيرة يوم القدس العالمي في برلين السبت"، لافتةً إلى أنّ "يوم القدس الذي أطلقه روح الله الخميني –مؤسس الجمهورية الإسلاميّة عام 1970- هو حدث سنوي يدعو إلى دمار الدولة اليهوديّة".

وقد حظرت ألمانيا أعلام الحزب في المسيرة، ودافع وزير الداخلية فرانك هنكل عن هذا الحظر، معتبرًا أنّ "حزب الله" يسيء إستخدام الحق في التجمع لأنّه "ينشر الدمار ويؤيّد الحرب والعنف".

وقال السفير الإسرائيلي في ألمانيا ياكوف هدس هاندلسمان إنّ "مسيرة يوم القدس ليست موجهة بشكل مباشر إلى إسرائيل فقط ولا ضد اليهود في كلّ العالم فقط، إنّما تستهدف العالم الغربي ككل".

توازيًا، فقد أشار التقرير إلى أنّ بعض المتشددين قد يكونوا دخلوا مع موجة اللاجئين المتدفّقة إلى البلاد، متوقعًا أنّ عددهم قد يصل إلى 10 آلاف.

(jpost - لبنان 24)