نشر تنظيم "داعش" مقطع فيديو على أحد مواقع التواصل الاجتماعي توعد فيه بهجمات جديدة ضد الغرب، بحسب ما نشرت وسائل الإعلام البلجيكية في بروكسل.

وتوعد المقطع رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس باستهدافه مباشرة، أما رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال فقد وجه له أغنية بالفرنسية مترجمة إلى العربية تحمله مسؤولية الهجمات المتزامنة التي استهدفت مطار بروكسل ومحطة قطارات داخلية.

وأشادت الأغنية بمنفذي التفجيرات مع نشر صور البعض منهم، مثل إبراهيم عبد السلام الذي فجر نفسه في باريس في تشرين الثاني الماضي، وأيضا صور أحد الشقيقين البكراوي الذي فجر أحدهما نفسه في مطار زافنتم، والآخر في محطة قطارات مالبيك القريبة من مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، ما أدى إلى مقتل 32 شخصا وإصابة 300 آخرين في شهر آذار الماضي.

وفي نهاية آذار الماضي، هدد تنظيم "داعش" بتنفيذ هجمات جديدة، وجاء ذلك في شريط فيديو كان هو الخامس من نوعه منذ تفجيرات 22 آذار. وبدأ الفيديو بجزء من خطاب عاهل بلجيكا الملك فيليب يوم وقوع التفجيرات، ثم جزء من المؤتمر الصحافي لمكتب المدعي العام الاتحادي، وأيضا صور جديدة من مطار بروكسل ومحطة مترو مالبيك وتظهر المباني التي دمرتها التفجيرات. وفي الفيديو يتحدث ثلاثة من المقاتلين من أعضاء "داعش"، وقال أحدهم إن الأميركيين والأوروبيين والروس، الذين استمرت حكوماتهم في قتل المسلمين، سيظلون هدفا دائما لعناصر "داعش".

وحسب ما نقلت صحيفة "ستاندرد" اليومية على موقعها بالإنترنت، قال أحد الأشخاص الثلاثة، إن الدول المشاركة في الائتلاف الدولي ضد "داعش" لا ينبغي أن تعتقد بأن ضرباتها الجوية سوف تقضي عليه، مشبها هذه الضربات بـ"لدغات" البعوض. وأضاف: "نحن نمثل خمس سكان العالم، ونوجد في كل مكان وقادرون على ضرب من نريد أينما كان، وفي أي وقت". وحذر شخص تحدث بالعربية مصحوبا بالترجمة الفرنسية، من أن الدول المشاركة في الائتلاف الدولي ضد "داعش"، التي شاركت في قصف "داعش" هي من ستدفع الثمن أولا، وقال: "ستدفعون الثمن وسنصل إليكم في قلب بلدكم".

من جهة أخرى، في قراره الصادر بشأن خلية فيرفي الإرهابية، ذكر رئيس غرفة الاتهامات بمحكمة الجنايات ببروكسل، بيير هندريكس، أن مطار زافنتيم كان هدفا محتملا للإرهابيين في 2015. ووفقا للقاضي، كان عبد الحميد أباعود الذي كان يعتبر حينها قائدا لخلية فيرفييه الإرهابية، يخطط لمثل هذا الهجوم، وذلك استنادا على رسوم عثر عليها في أثينا، التي أقام بها عبد الحميد أباعود في أواخر 2014. وكانت هذه الرسوم تظهر أشخاصا يدفعون عربات أمتعة مع كلمة "قنبلة" مكتوبة على الرسم. ونظرت المحكمة بالفعل في الجرائم الرئيسية، بخصوص اثنين من المتهمين، وهما صهيب العبدي، ومحمد أرشاد محمود نجمي، مشيرة إلى أن كلا منهما كان على اتصال بشكل منتظم مع عبد الحميد أباعود.

وجاء في القرار أن "صهيب العبدي كان يعلم أن خلية فيرفييه كانت تخطط للاعتداء، وكان على علم بقدر المتهمين الآخرين"، أما فيما يتعلق بمحمد أرشاد محمود نجمي، فقد رأت المحكمة بأنه كان هو من استأجر شقة فيرفييه، وهو الذي نقل المواد الكيميائية المخصصة لصنع المتفجرات من لاكن إلى فيرفييه.

وصدر قرار المحكمة بعد ظهر الثلاثاء، وتمَّ اتهام 16 شخصا في هذه القضية بتهم المشاركة في أنشطة جماعة إرهابية بصفتهم أعضاء، أو بصفتهم قادة، كما أنه تم اتهام البعض منهم بالتخطيط لهجمات بروكسل في كانون الثاني 2015.

وفي وقت مبكر من يوم 15 كانون الثاني 2015، قامت الوحدات الخاصة التابعة للشرطة البلجيكية بإجراء هجوم على مسكن بشارع لاكولين بفيرفيرس، وكان هدف العملية هو اعتقال أشخاص ينتمون إلى خلية إرهابية، ولديهم مشروع القيام بهجمات وشيكة في بلجيكا. وكانت الشرطة قد قتلت إرهابيين اثنين، واعتقلت شخصا ثالثا. وعلاوة على ذلك، عثرت في هذه الشقة على مواد يمكن استخدامها لصنع المتفجرات وعلى أسلحة.

وفي أيار الماضي انطلقت جلسات الاستماع فيما يعرف بملف خلية فرفييه، والذي يتعلق بمحاكمة 16 شخصا عدد منهم يحاكم غيابيا لتواجدهم في مناطق الصراع في سوريا. وجاء اعتقال 9 من عناصر الخلية العام الماضي على خلفية محاولة لتنفيذ مخطط إرهابي في فرفييه شرقي البلاد، في كانون الثاني من العام الماضي، وكان يستهدف عناصر ومراكز الشرطة. وفي البداية، تحدث الدفاع عن ثلاثة من المتهمين الرئيسيين وقالوا للمحكمة إنهم لم يتحدثوا خلال الأسبوعين الأخيرين قبل انطلاق الجلسات مع المتهمين؛ بسبب إضراب حراس السجون ولهذا حصلوا على فرصة من الوقت من رئيس المحكمة للالتقاء بموكليهم، وجرى تعليق الجلسات إلى حين تحقق ذلك.

(الشرق الأوسط)