وضعت الجهات العسكرية والأمنية قبل الهجمات الارهابية الأخيرة على القاع يدها على معلومات مهمة تفيد بأن التنظيمات الارهابية التكفيرية تخطط للقيام بسلسلة عمليات وتفجيرات ارهابية ضد مناطق واهداف وشخصيات سياسية.


وجاءت اعتداءات القاع لتؤكد، الى جانب هذه المعلومات الموثقة باعترافات بعض الارهابيين الموقوفين، بان امر عمليات قد اعطي أخيرا لمجموعات وخلايا نائمة او يجري تحضيرها لبدء شن عمليات وهجمات على سلة اهداف في اكثر من منطقة.

وتكشف مصادر متابعة للملف الامني عن ان مخابرات الجيش تمكنت في الفترة الاخيرة من الحصول على معلومات جديدة واضافية حول التخطيط لعمليات ارهابية وانها احبطت عددا منها مسبقاً، واتخذت اجراءات احترازية وتتابع ضبط وتوقيف عدد من الارهابيين التابعين لهذه المجموعات.

وتضيف المصادر ان اكثر من صيد ثمين وقع في ايدي الجيش والقوى الامنية، وقد ساعد ذلك في زيادة وتوسيع المعلومات عما خططت وتخطط له التنظيمات الارهابية التكفيرية.

وفي شأن تداعيات ونتائج هجمات القاع تشير المصادر نفسها الى ان الجيش يتابع بكل دقة التقصي عن خطة سير الارهابيين الى البلدة، وانه استطاع تكوين افكار حول هذا الموضوع ستؤخذ بعين الاعتبار لاتخاذ كل الاجراءات والتدابير الامنية الاضافية من اجل تأمين المنطقة وعدم تكرار ما حصل.

وحسب المصادر فان القيادة العسكرية مطمئنة للاجراءات التي قام بها الجيش بعد الهجمات الارهابية على القاع، مشيرة الى ان هناك تدابير وخطوات اخرى ستنفذ في اطار ازالة كل المخاطر التي لا تهدد البلدة فحسب بل المنطقة المحيطة ايضا.

ووفقاً للمعلومات ايضاً فأنه لا يوجد مخاوف من امكانية احداث المجموعات الارهابية اي خرق امني في جرود المنطقة، وان المحاذير تبقى من حصول عمليات ارهابية، متفرقة وهذا ما يجري العمل عليه بشكل مكثف ودقيق.

وفي اعتقاد المصادر أن الجماعات الارهابية كانت تخطط للوصول الى عدد من الاهداف لكن انكشاف بعض الانتحاريين افشل الخطة بأكملها وادى الى ان حوصر بعض الارهابيين في اماكن معينة لساعات وساعات قبل ان يفجروا انفسهم بشكل مرتجل وعشوائي ليلا.

واذا كانت الجهات العسكرية والامنية المعنية قد حققت انجازات مهمة في حربها ضد الارهاب فإن الحكومة لا تزال تتعامل مع هذه التحديات بنوع من الكسل وقلة المسؤولية. وهي لم تفكر حتى الآن في تأمين مصادر دعم ومساعدة للجيش اللبناني بديلا عن الهبة المالية التي حجبتها السعودية عن المؤسسة العسكرية والقوى الامنية الاخرى.

وترى مصادر وزارية انه بعد كل ما حصل في القاع وعلى ضوء ما تملكه مراجع مسؤولة بارزة من معلومات حول استهدافات امنية فإن الحكومة مدعوة لعقد جلسة تخصص لدرس الوضع الامني وسبل توفير السلاح والمعدات للجيش من اجل تعزيز وتحسين جهوزيته في وجه الخطر الارهابي على الحدود وفي الداخل.

(الديار)