تكشفت الكثير من التفاصيل والمعلومات عن النائبة البريطانية جو كوكس التي فارقت الحياة بهجوم مسلح، الخميس، حيث تبين أن مساعدتها هي شابة مسلمة محجبة، وأنها كانت أقرب المقربين لها وظلت إلى جانبها وهي تنزف الدم، كما وهي في المستشفى حتى توفيت وهي تنام على ذراعها، أما النائبة فكانت من أشد المؤيدين للقضية الفلسطينية والمؤيدين لثورات الربيع العربي، إضافة إلى كونها من رموز الحملة الداعية للبقاء في الاتحاد الأوروبي.

وتعتبر جريمة اغتيال جو كوكس (41 عامًا) الأولى من نوعها في تاريخ بريطانيا، كما أن بريطانيا لا تشهد عادة أي عنف يرتبط بالصراعات السياسية، فضلا عن أن النواب في بريطانيا منتخبون بالاقتراع المباشر، والدوائر الانتخابية صغيرة الحجم نسبيا، ما يجعل كل نائب معروفا في منطقته ومحبوبا فيها؛ بسبب كونه حاصلا على أصوات أغلب الناخبين فيها.

وبحسب المعلومات التي جمعتها "عربي21" من مصادر متعددة، فقد تبين بأن المساعدة الشخصية للنائبة الراحلة هي فتاة مسلمة ومحجبة تُدعى فضيلة أصوت، وهي بريطانية من أصول باكستانية، وقد كانت تقود السيارة التي كانت فيها النائبة كوكس قبل دقائق من الهجوم الذي أدى إلى مقتلها، فضلا عن أن شهادة أصوت تشير إلى أن النائبة تعرضت للطعن أيضا قبل أن تتلقى ثلاث رصاصات قاتلة، اثنتين منها في الجسد والثالثة في الرأس.

أما والد الفتاة فضيل أصوت فيُدعى غلام منير، وهو رجل ملتح ويرتدي الملابس التي توحي بالتزامه بتعاليم الإسلام، وظهر على قناة "آي تي في" البريطانية الجمعة، وأدلى بشهادته عن الجريمة نقلا عن ابنته التي يبدو أنها في حالة من الحزن، لم تسمح لها بالظهور حتى الآن على أي من وسائل الإعلام في بريطانيا.

وكشف منير في حديثه لوسائل الإعلام أن ابنته فضيلة كانت آخر من رأى النائبة كوكس قبل وفاتها، حيث تعرضت للهجوم ومن ثم سقطت على الأرض مضرجة بدمائها، فيما كانت تقول إن "الألم شديد"، قبل أن تفقد الوعي، وفي هذه الأثناء كانت فضيلة تحاول مساعدتها والتخفيف من معاناتها.

وتبين من المعلومات أن النائبة الراحلة كانت عضوا في مجموعة "أصدقاء فلسطين" في حزب العمال البريطاني، وكانت من أشد المدافعين عن الفلسطينيين، كما أن الراحلة عملت لعدة سنوات في منظمة "أوكسفام"، وهي أكبر منظمة إغاثية في العالم، كما أنها من بين أكبر مقدمي المساعدات الإنسانية للشعب السوري في الداخل والخارج.

وحصلت "عربي21" على صورة تظهر فيها النائبة كوكس، وهي ترفع العلم الفلسطيني إلى جانب عدد من أصدقاء فلسطين في البرلمان البريطاني وعدد من النشطاء الداعمين للحق الفلسطيني.

(عربي 21)