لوهلة تظنهم غارقون في تسابيحهم اليومية , تعرفهم من خلال تمتماتهم المتلاحقة والسريعة على شاكلة "Opa Style" من خلف زجاج سياراتهم  يقفون صفاً  أو إثنين لربما ثلاثة سيارات جنب بعضهم البعض, هم المنتظرون في زحمة السير على مداخل مدينة النبطية وفي الشوارع والأحياء المحيطة بسوقها التجاري.

لم أدرك معنى هذه التمتمات اليومية التي تختلف بحسب نوع السيارة وصاحبها منهم تراهم يتراقصون في كراسيهم كأنهم يجلسون على شوكة قندول , ومنهم من يستهلكون علبة سجائر تكاد لا ترى وجوههم من خلف النوافذ لكثرة الدخان العابق, مبدؤهم  في الحياة دخن عليها تنجلي من دون العودة الى أساس المشكلة التي يعانون منها, يسير أحدهم بسيارته بضع أمتار تراه مبتسماً تحس ذلك بقوة من خلال "دعسة البنزين" كأنه الفرج الذي طال إنتظاره لربما نصف ساعة, فيعود ليجد المزيد من زحمة السيارات بل أكثر من ذي قبل ويعود لتمتماته المعتادة ومازلت لم أدرك معنى هذه التمتمات حتى هذه اللحظة , يقول  أحدهم أنه  إقترب من سيارة أحدهم  وسمعه  يقول "قربت الإنتخابات", أخر يقول "أوووف ما في تنظيم", وحتى أمور أخرى يصعب تفسيرها وربطها بزحمة السير الكبيرة في بعض الأحيان, اللطيف في الموضوع أن الشباب في مقتبل العمر يجدون المزيد من الوقت من أجل "البسبسة" أو "تلطيش" الفتيات أمام مهنية النبطية التي يتوزع طلابها كقطار على مدى زحمة السير في مدخل المدينة, في حين يداهم الوقت من يذهب لعمله أو من يعود منه, وقد يُقتل أحدهم داخل سيارة الاسعاف فيما لو حاصرتهم جحافل السيارات من مختلف الاتجاهات.


مع ذلك كله تظهر بوضوح عدم كفاءة شرطة البلدية المولجة تنظيم أماكن محددة من المدينة , منهم من يراقب الزحمة بعين والأخرى على الساعة ريثما ينتهي وقت دوامهم ومنهم من يجلس جانباً يستشعر مع سيجارته ومنهم كي لا نظلم أحداً يحاول تنظيم السير فنجده يعيق الامور أكثر وأكثر, في ضوء ما سبق على المعنيين في هذه المدينة التي نجل ونحب أن يسارعوا جدياً وفعلياً الى وضع خطة سير تنهض بهذا القطاع نحو ما يلبي طموح  سكان المدينة, للحد من تفاقم هذه الازمة من جهة وتخفيف هذه التمتمات المجهولة من جهة أخرى